تشهد هذه الأيام مراعي ولاية النعامة نزاعات كبيرة بعد عودة الإنبات إلى المراعي بفعل المغياثية المعتبرة المتساقطة خلال فترة الخريف مما أعاد الخضرة إلى المراعي و ساهم بالمقابل في عودة الصراعات بين الموالين والأهالي حيث يعمد العديد منهم الى حرث المناطق العرشية بحجة أنها ملك للأجداد و قد توارثوا حرثها منذ سنين ومن بين المناطق الساخنة والتي شهدت مناوشات و صراعات حادة ودامية بين الموالين وتطورت في بعض المناطق كالنوالة بالبيوض و مكمن بن عمار والقصدير و الفرطاسة و توسمولين حتى إلى الضرب والحرج باستعمال الهراوات والعصي والأسلحة البيضاء فيما تم التبليغ عن بعضها لتحول إلى العدالة ويعود السبب إلى استفحال ظاهرة الحرث العشوائي إلى النزاعات بين أفراد العرش الواحد حيث يتسابقون إلى حرث الأراضي و خربت الجرارات إلى العديد من المناطق المنتجة ما أدى إلى هدم الغطاء النباتي أملا منهم في الحصول على إنتاج وفير من القمح دون الاكتراث بما تخلفه هذه الجرارات من خسائر على الغطاء النباتي واندثار للنباتات الطوعية كالشيح والحلفاء والسرو وغيرها فيما أكدت مصادرنا أن بعض المواطنين ببلدية مكمن بن عمار يعمدون إلى حرق مادة الحلفاء ثم يباشرون بعد ذلك هدم الغطاء النباتي بالحرث العميق بمناطق مكمن الحنش و المكمن الابيض وقد وجد العديد من الرعاة صعوبة كبيرة في التنقل بقطعانهم بسبب هده الانتهاكات حيث باتوا يتحركون في أروقة ضيقة وصعبة بعد عمليات الحجز الرعوي لمصالح محافظة السهوب والغابات والتي باتت وبالا على الموالين بعدما استولت على الأراضي دون أن يكون لمشاريعها أثر واضح مما جعل مربي الماشية يناشدون السلطات الولائية بالتدخل لمنع الحرث في المناطق الرعوية والكف عن منح تراخيص الحرث و عقود الاستصلاح في هذه المناطق ولم يخف أحدهم تخوفه من أن تتحول المراعي الى مستصلحات فلاحية عقيمة يريد أصحابها الاستفادة من الدعم المالي فحسب فيما يبرر الموالون هذا الخرق العلني للمراعي إلى الالتهاب الحاد في أسعار الأعلاف وتضاعف تكاليف التسمين من قبيل التهاب أسعار أدوية تلقيح الماشية .كما أن ظاهرة الحرث العشوائي للأراضي الرعوية المنتجة بحجة الاستصلاح الفلاحي ساهمت في تقلص وانكماش المساحات الرعوية،حيث تهاطلت عروض الاستصلاح على الجماعات المحلية وحجة هؤلاء الفلاحين الجدد هو إغراق الأسواق المحلية والوطنية بالذرى والشعير غير أن الواقع يعكس أن في الأمر شيئا مخفيا والأكيد أن التجارب أثبتت أن مناطق السهوب ليست منتجة بالقدر الكافي للمحاصيل الزراعية و الطماطم عكس ما يتشدق به المستثمرون الجدد و اللاهثون لسحب أموال الدعم الفلاحي وفي حال الفشل فان التبرير واضح ولا يحتاج إلى تحقيق أنه الجفاف والصقيع وصعوبة الأراضي الرعوية .