لم يسجل قطاع الري و الموارد المائية طيلة سنة كاملة أي قفزة نوعية من شأنها أن ترفع الغبن و المعاناة عن سكان العديد من البلديات و حتى على الجانب البيئي ، فقد بقيت الكثير من المشاريع عالقة بسبب التماطل رغم الوعود التي قدمها القائمون على هذا القطاع في العديد من المرات و التي بقيت مجرد حبرا على ورق مثلما هو الشأن بالنسبة لمشروع ربط منطقة وادي تليلات بالمياه الصالحة للشرب و الذي كان من المفروض أن يسلم منذ سنة ، إلا أنه و لحد الآن لا زالت معاناة سكان هذه الجهة بمختلف المناطق التابعة لها و في مقدمتها القطب الجديد الذي يضم 17 ألف سكن و كذا منطقة التوميات و المهدية و القرى النائية التابعة لها ، إضافة إلى طفراوي و سيدي غالم و الكحايلية و غيرها يكابدون معاناة كبيرة مع شبه انعدام هذه المادة الحيوية و التي أضحت لا تصل حنفياتهم إلا ثلاث ساعات فقط مرة كل أسبوع و غالبا ما تكون من الساعة الخامسة صباحا الى الثامنة صباحا ، الأمر الذي يضطرهم الى انتظارها طيلة الليل من أجل ملء بعض من دلائهم و كذا الاستنجاد بالصهاريج المتنقلة لتأمين هذه المادة الحيوية الضرورية ، و مع أن مديرية الري أكدت كثيرا بأن المشروع الذي رصد له غلافا ماليا يفوق ال 80 مليار سنتيم و عن طريق خزان العرابة سيسلم نوفمبر الماضي و ثم أوت ثم سبتمبر ثم نوفمبر الماضي ، إلا أن شيئا لم يتغير ، و هو الأمر الذي جعل مواطنو هذه البلدية ينظمون عدة وقفات احتجاجية من أجل رفع انشغالهم الى السلطات المحلية و على رأسها والي وهران بغية التدخل و إلزام المديرية بتفعيل وتيرة الأشغال للقضاء على هذه المعاناة التي تحولت إلى هاجس لهم . التلوث يهدد بحيرة "أم غلاس " رغم الوعود يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة إلى مشروع دعم ذات البلدية بمحطة لتصفية المياه القذرة التي تفتقر إليها رغم كثرة الشكاوى من قبل السكان و حتى البلدية ، خاصة و اذا علمنا أن مياه الصرف لهذه الجهة و كذا المؤسسات الصناعية الناشطة بها تصب في بحيرة " أم غلاز "و كانت من بين أهم العوامل التي أثرت سلبا عليها وتسببت في تلوثها و نفوق العديد من الأسماك بها في ظاهرة فريدة من نوعها سجلت بها العام الماضي و التي استدعت القيام بالكثير من التحاليل لمياهها و استلزمت حضور وزيرة البيئة آنذاك التي وقفت على المشكل و أكدت حينها أن المشروع المبرمج بهذه الجهة و المتعلق بمحطة التصفية سينطلق في أقرب الآجال و هو ما أكده بدوره الوالي السابق مولود شريفي و كذا مدير الري و الموارد المائية طرشون جلول الذي صرح خلالها أن مصالحهم ضبطت كافة الإجراءات الإدارية لبعث هذا المشروع المتعثر منذ أزيد من 6 سنوات بغلاف مالي يقدر ب 180 مليار سنتيم و أن انطلاقته ستكون شهر أوت الماضي و من تم تأجلت إلى نوفمبر الماضي و لكن الوضع بقي أيضا على ما هو عليه إلى يومنا هذا و نفس الأمر لم تسلم منه حتى البلديات الأخرى على غرار تلك التابعة لدائرة عين الترك منها بلدية عين الترك مركز و العنصر التي تصب كل مياهها القذرة غير المعالجة في البحر و كذا مياه الصرف للمرسى الكبير حسبما أكده الأميار و لجنة الري بالمجلس الشعبي الولائي و حتى رئيس المنظمة الوطنية لحماية البيئة و التراث ، علما بان المشاريع المبرمجة بها و المتعلقة بمحطات للتصفية التي تقرر انجازها بالمرسى على سبيل المثال و حدد وعاؤها العقاري منذ أشهر لم تنطلق أشغالها إلى اليوم حسبما سبق و أن أكده رئيس البلدية ، و هو ما سجل أيضا منطقة ارزيو التي تعاني من ذات المشكل حيث تصب مياه صرف جل أحيائها في البحر . و ما تجدر الإشارة إليه هو أنه حتى بالنسبة لمنطقة بوسفر التي تدعمت منذ سنوات بمحطة التصفية و ترمى مياهها المعالجة في شاطئ "كورالاز" دون أن تولي مديرية الري أي اهتمام بهذا الجانب و تحاول استغلال هذه المياه التي كلفت الدولة أموالا طائلة من أجل تصفيتها من خلال هذه المحطة وتوجيهها إلى السقي الفلاحي والعمل من خلال ذلك على اقتصاد المياه و تأمينها للسكان الذين يواجهون بدورهم معاناة كبيرة مع نقصها خاصة خلال موسم الاصطياف . -المطامير للتخلص من المياه القذرة و في سياق الحديث عن هذا القطاع لا يمكن التغاضي عن مشكل آخر لا يقل أهمية عن هذه النقائص و المتعلق بصب المياه القذرة لحي 240 مسكن بالمهدية ببؤرة كبيرة تم حفرها قرب المجمع السكني الجديد و التي تلجأ البلدية إلى شفطها دوريا في ظل غياب حل لهذا المشكل القائم منذ أزيد من سنة و كذا لحي 1413 بكناستال الذي رحلت إليه منذ أزيد من 4 سنوات العائلات التي كانت تقطن حي الحمري العتيق والتي كانت تحوز على قرارات الاستفادة المسبقة و الذي يصب قادوسه بالجوالق ، و هو ما أثار استياء سكان تلك الجهة الذين طالبوا المسؤولين و على راسهم مديرية الري بضرورة حل المشكل الذي نجم عن سياسة البريكولاج و الحلول الترقيعية المتخذة من قبل المعنيين لتصريف هذه المياه القذرة التي أثرت سلبا حتى على مياه البحر و الثروة السمكية وباتت تعرض حتى المواطنين الذين يفضلون العوم بهذه الأماكن إلى الى خطر أمراض فتاكة . - 60 بالمائة من قنوات بحاجة لإعادة التأهيل و من بين النقاط السوداء التي لم تتمكن مديرية الري من تداركها هو مشكل عدم تأهيل 60 بالمائة من قنوات الصرف الضخمة المتواجدة ببلدية وهران و تجديد الشبكات المهترئة حسبما سبق للجنة الري على مستوى المجلس الشعبي الولائي و أن أشارت إليه خلال فعاليات الدورة الثالثة للمجلس حيث طالبت من خلال التقرير الذي رفعته إلى الوالي و الذي شرحت من خلاله و ضع هذا القطاع و تطرق إلى جملة من النقائص و النقاط السوداء التي تعاني منها جل البلديات و التي دعت مديرية الري و الموارد المائية إلى ضرورة ايلاء الأهمية لها و كذا للتوصيات التي رفعتها و هذا من أجل حماية المواطن و البيئة على حد سواء من أية أخطار و كذا القضاء على المعاناة التي يكابدها السكان منذ سنوات و التي جعلتهم لا يجدون حلا أمامهم سوى رفع الشكاوى الى البلديات و الى المجلس الشعبي الولائي و من خلالهم الى السلطات المحلية بغية التدخل و إلزام القائمين على القطاع بالقيام بالدور المنوط بهم وتدارك هذه النقائص لتحسين وضعهم المعيشي خاصة و أن تأمين المياه الصالحة للشرب و إعادة تأهيل شبكات الصرف المهترئة و معالجة المياه القذرة و التدخل لحماية البلديات من أخطار الفيضانات هي من أوليات القطاع الذي يستفيد سنويا من أغلفة مالية معتبرة لانجاز عديد العمليات و المشاريع الضرورية بالولاية .