تحيي وهران مناسبة يناير بجملة من العادات والتقاليد، من خلال تحضير العديد من الأطباق المعروفة لدى سكان الولاية في مقدمتها طبق الشرشم الذي يعتبر الطبق الرئيسي لدى العائلات الوهرانية، والمتعارف عليه منذ القدم، حيث تعده كفأل خير حسب الحاجة زوليخة صاحبة ال 70 عاما التي صرحت بأن الاحتفالات بيناير منذ سنوات تكون ببيتها العائلي حيث يجتمع الكبير والصغير خاصة الأحفاد للاحتفال بالمناسبة، مضيفة أن طبق الشرشم ومنذ القدم كان مرتبطا بالسنة الفلاحية والاحتفال بالمحاصيل وموسم سقوط الغيث، حيث يتكون هذا الطبق من الحبوب خصوصا القمح والفول والحمص التي يتم اقتناؤها مسبقا وتنظيفها ونقعها في الماء لتكون جاهزة يوم الاحتفالات بيناير، وكشفت الحاجة "زوليخة" أنها منذ صغرها وعائلتها تحيي المناسبة التي ينتظرها خاصة الأطفال بشكل كبير لما فيها من عادات وتقاليد حميدة اعتادها سكان الباهية، حيث يكون "الشرشم" محضرا لوجبة الفطور لتقوم ربة البيت بتحضير حلويات بمادة الخميرة وهذا ليكون العام كله خير وبركة كما هو الحال بالنسبة لحلويات"السفنج" أو "البغرير" المسمن أو أمور من هذا القبيل لقهوة المساء، فيما يكون طبق العشاء عبارة عن طبق "الرقاق " بمرق الدجاج والخضر وبعد السهرة يتم وضع الشاي مرفوقا بالحلويات إلى جانب "قصعة" المخلط التي تحوي خليطا من المكسرات على غرار اللوز، الفول السوداني، الجوز، البندق والحلويات والتين المجفف والشكولاطة بأنواعها و كل حسب استطاعته، حيث تخلط المكونات بالقصعة التي تكون من مادة اللوح وخلطها وإن كان بالعائلة طفل رضيع يتم وضعه بقصعة المخلط كفأل خير للعام وللعائلة وللطفل أيضا، بعدها يتم وضع الحناء للأطفال الصغار، بهدف ترسيخ العادات في أذهان الأطفال لتعريفهم بالموروث الجزائري والعادات والتقاليد الراسخة في الأذهان بالرغم من مرور السنوات و أضافت ذات المتحدثة بأنه حاليا تكاد هاته العادات تغيب بأغلب البيوت الوهرانية لاسيما بالتخلي التدريجي عن العادات و التقاليد التي كبرت مع أجيال ماضية. كما يتم إعداد " شكارة الناير" الخاصة بالأطفال التي عادت بحلة جديدة والشموع التي تباع في الأسواق، حيث تقوم ربات العائلات بخياطة ما يسمى بأكياس من القماش على حسب عدد الأطفال الموجودين بالبيت ليتم ليلة الاحتفال بيناير بملء الأكياس بكل ما حضر من حلويات وشكولاطة وما يعرف بالمخلط المتمثل في خليط الفواكه الجافة والمكسرات والحلويات باختلاف أنواعها إلى جانب أنواع من الفاكهة وتوزيعها على الأطفال، كما تتفنن أخريات في وضع شموع خاصة بمناسبة الناير وهي الشموع التي تحمل رمزية السنة الجديدة، وهو الأمر الذي انتعش من خلاله الأسواق وحتى صفحات البيع الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي . أسماء. ي