- مصالح تنتظر الترميم والعتاد الطبي القديم النقطة السوداء قام صباح أمس المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري بوهران بالشراكة مع المجلس الشعبي الولائي، بتسليم 30 حصة متكونة من مستلزمات مواد الاستحمام والألبسة، لفائدة المرضى المعوزين المقيمين بالمؤسسة المتخصصة للأمراض العقلية بسيدي الشحمي. بحضور السيد بن موسى العربي، رئيس الهلال الأحمر الجزائري بوهران بن موسى العربي، والسيدة شجاعة عائشة نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، وحوالي 30 متطوعا تابعين للهلال، تم إهداء هبة متكونة من مواد الاستحمام والنظافة والألبسة لمجموعة من المرضى، وهذا أمام أعين الطاقم الطبي المشرف على رعاية هؤلاء الأشخاص المعوزين، ما أدخل الفرحة والبهجة في نفوسهم، وجعلهم ينسون نوعا ما المعاناة والآلام والوحدة التي يكابدونها طيلة تواجدهم في هذا المشفى. نقص في الهياكل الرياضية والترفيهية وكانت عملية تسليم هذه الهبة التي حضرت مراسمها جريدة « الجمهورية «، فرصة للوفد الزائر كي يقف على حالة هذه المؤسسة التي تغطي خدمات 14 ولاية تابعة للغرب الجزائري، والاطلاع على النقائص التي لا تزال تشكل عقبة أمام الأطباء والممرضين، الذين يسهرون على توفير الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى، على غرار مصلحة معالجة الإدمان التي تحتاج إلى توسعة قاعة تقوية العضلات وتدعيمها بعتاد رياضي جديد، وتوفير ملعب جواري يحتوي على مدرجات، على اعتبار أن الملعب الذي تم تشييده بمحاذاة مصلحة معالجة الإدمان لا يحتوي على مدرجات أو كراسي يجلس عليها المرضى، دون أن ننسى عدم وجود مرافق وهياكل ثقافية ترفيهية، حيث وإلى حد اليوم لم يتم تشييد مسرح في الهواء الطلق، تنظم فيه سهرات فنية وعروض مسرحية ترفّه عن المدمنين وتساعدهم في الاندماج لدى عودتهم إلى عائلاتهم، كما كانت هذه الزيارة الميدانية فرصة للوقوف على حالة بعض المصالح الاستشفائية، حيث تفاجأنا بالحالة الكارثية التي بات عليها الجناح رقم واحد الذي يضم قسمين واحد خاص بالنساء والثاني بالرجال، بسبب كثرة الشقوق واهتراء الكثير من الجدران التي تحتاج إلى ترميم عاجل قبل حدوث الكارثة.. جدران مهترئة وتأخر في تغيير قنوات المياه كما مكنتنا الجولة الاستطلاعية من الوقوف على التأخر الفادح في عملية تغيير قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب القديمة، حيث عبر لنا الطاقم الطبي عن خوفه من اختلاط المياه، ما قد يؤدي إلى حدوث أمراض معدية كالكوليرا والتيفوئيد وغيرها من الأسقام الخطيرة، دون أن ننسى ضرورة توفير المزيد من الأطباء والممرضين، بالنظر إلى النقص الكبير الذي يعاني منه المستشفى من ناحية الكادر الطبي، مطالبين في نفس السياق بضرورة تجديد العتاد الصحي على غرار توفير أجهزة قياس ضغط الدم الحديثة، لاسيما أن القديمة المصنوعة في الدول الآسياوية، غير دقيقة وتوفير حافلات لنقل المرضى، على غرار تلك التي كانت تمنحها وزارة التضامن في الماضي، لمختلف البلديات والمستشفيات في إطار التضامن الوطني، فضلا عن عدم قيام المسؤولين بزيارة إلى هذه المؤسسة التي تم تشييدها في سنوات الثلاثينات وتتربع على حوالي 80 هكتارا، إذ ومنذ الزيارة التي قام بها الوالي السابق الطاهر سكران، لم يزرها أي مسؤول تنفيذي ليقف على مشاكلها وانشغالات المرضى الذين يحتاجون إلى عناية ودعم مادي ومعنوي كبيرين. فضلا عن تأخر وصول التجهيزات الخاصة بالمطعم المركزي، بالرغم من أن جميع الإجراءات الإدارية قد تم تسويتها وضبطها من قبل إدارة مستشفى سيدي الشحمي. صرامة في تطبيق البرنامج العلاجي كما مكنتنا الزيارة الميدانية التي قمنا بها رفقة رئيس الهلال الأحمر الجزائري بوهران ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، من الاطلاع على نوعية الخدمات التي يقدمها المشفى للوافدين عليه.. وبالرغم من النقائص البيداغوجية وتدهور واهتراء الكثير من الأجنحة العلاجية، إلا أننا لاحظنا نظافة قاعات الجلوس والاهتمام بالرعاية الصحية للمرضى بدءا بمنحهم الدواء بانتظام ونظافة أغطيتهم وتحليق رؤوسهم وذقونهم وغسل أغطيتهم وأفرشتهم، وحتى ضمان تغذية صحية وسليمة بموافقة إدارة المؤسسة الاستشفائية والطاقم الطبي الساهر على علاجهم، وهو ما أكده لنا بعض المرضى الذين تقربنا منهم وسألناهم عن ظروف الإقامة والنقائص التي يشتكون منها، حيث وما عدا الشعور بالوحدة والبعد عن الأهل والدفء العائلي لاسيما في هذه الأيام الباردة، فإن الجميع يسهر على توفير جميع ظروف الراحة التي يحتاجون إليها طيلة فترة علاجهم بالمستشفى. وكان متطوعو الهلال الأحمر الجزائري وبعض الجمعيات الخيرية، قد قامت في الأيام القليلة الماضية بعدة حملات نظافة، على مستوى محيط المؤسسة، حيث تم جمع القمامات والأتربة والأحراش وطلاء الأشجار والأرصفة وغرس الأشجار وتهيئة أماكن الاستقبال، وهي العملية التي أكد بعض المتطوعين الذين حضروا أمس عملية تسليم هذه الهبات، أنها ستتواصل مستقبلا، لاسيما ما تعلق بجمع الألبسة والأفرشة ومنحها لهؤلاء المرضى، وهذا في إطار تفعيلا المساعي الخيرية وتجسيد التكافل الاجتماعي مع مختلف الشرائح المجتمعية، التي يعمل على تحقيقها الهلال الأحمر مع مختلف الفئات الهشة والمعوزة...