جمعية «أصدقاء المريض» من الجمعيات الصحية الرائدة بولاية سكيكدة، استطاعت أن تكسب شهرتها بالمنطقة من خلال نشاطاتها البارزة، خصوصا من فئة المرضى ذوي الدخل المحدود والفئات الهشة، تأسّست في 1 اكتوبر 2002، من قرار ولائي تحت رقم 2002/54 وهذا بمقتضى قانون الجمعيات المؤرخ ب4/12/1990. وفي هذا الإطار، قامت "السياسي" بإجراء هذا الحوار مع رئيس الجمعية، بوقاري صالح، والذي قام بإفادتنا بكل ما يتعلق بنشاطات الجمعية وأهدافها الإستراتيجية للتكفل بشريحة المرضى ورفع الواقع الصحي بالولاية، من خلال تقديم العون والمساعدة الطبية لأكبر قدر من الفئات الهشة والمعوزة بالتنسيق مع السلطات المحلية والولائية. * في البداية، ما هي أهدافكم المسطّرة؟ - قامت جمعيتنا خلال تأسيسها أولا وقبل كل شيء برسم أهداف سطر من اجلها برنامج نمشي وفقه وقد قسمت إلى أهداف عامة مرحلية وإستراتيجية، أولها أننا نسعى إلى تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمنكوبين في الكوارث، كما ندعو الأطباء وعمال شبه الطبي والقائمين على الصحة للتضامن مع فئة المرضى ذوي الدخل المحدود وأيضا نسعى للمساهمة مع الهيئات المختصة في نشر التوعية الصحية، كما نقوم بالدفاع عن حقوق المرضى ماديا ومعنويا ونعمل على تنظيم حملات التبرع بالدم وإعادة إدماج المشردين، ونعمل على رفع القطاع الخدماتي للجمعية والمتعلق بالجوانب الصيدلانية والتجهيزات الطبية وضبط العتاد الطبي للمستهلك عن طريق إحصائه وضبط التعامل معه. أضف إلى ذلك، نعمل على تكوين المريض في مجال التمنية البشرية ورفع جانب الوعي الصحي لديه. أما الأهداف الإستراتيجية، فنعمل على إنشاء مستودعات طبية وتوفير كل ما يتعلق بالمستلزمات الطبية والتجهيزات المتعلقة بالمرضى بالتنسيق مع الجهات الرسمية للتكفل بالمريض من خلال إقامة مشاريع تنموية في المجال الصحي والإنساني. * وماذا عن النشاطات التي تقومون بها من أجل تحقيق هذه الأهداف؟ - يمكن القول أن أهداف الجمعية المسطرة لا يمكنها النجاح والبروز إلا بتجسيدها عن طريق النشاطات الرئيسية التي نقوم بها بصفة مستمرة ودورية، فنحن نملك على هذا المستوى خدمات صيدلانية بمختلف الأدوية لجميع التخصصات كالقلب، الأمعاء، والكلى من اجل تخفيف آلام المريض، وفي هذا الصدد، خصصت الجمعية ساعتين يوميا لتوزيع هذه الأدوية خصوصا على الفئات الهشة والمحرومة، ويبلغ عدد المسجلين في الخدمات الصيدلانية أكثرمن 4000 حالة ونحن نعمل بصفة يومية مع المرضى وأيضا بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية الاخرى في إطار توفير التجهيزات الطبية كالعكاكيز والاسرّة الكهربائية والكراسي المتحركة، كذلك تتمثل نشاطاتنا الرئيسية في مجموعة من البرامج التكوينية لأعضاء الجمعية مؤخرا رجالا ونساء، كما عملنا في هذا الشهر على إقامة الصالون الخامس الخاص بالتجهيزات الطبية والاستهلاكية بالتنسيق مع المؤسسات الاستشفائية عن طريق بعض إطاراتنا بالمهجر وبالتعاون مع المؤسسات الرسمية، لتعريف القائمين على المريض من اطباء وشبه الطبي وصيادلة بهذه النشاطات وأهدافها الرئيسية. إضافة إلى قيامنا بمجموعة من الملتقيات الوطنية والمحلية لبعض المواضيع المتعلقة بأخلاقية المهنة الطبية والإسعافات الأولية، أضف إلى ذلك، نقوم بمجموعة من النشاطات الترفيهية المتمثلة في رحلات استجمامية وإقامة حفلات ونشاطات ثقافية لما لها من أهمية في رفع المعنويات النفسية والبدنية للمريض. * كيف كان تقييمكم لهذه النشاطات؟ - نسعى من خلال هذه النشاطات لمساعدة أكبر عدد ممكن من المرضى نفسيا وصحيا حتى تكون لها انعكاسات ايجابية على الجانب الاجتماعي بصفة عامة، فنحن نعمل قبل البدء في تنفيذ هذه النشاطات بإعداد بطاقة تشمل على كل ما هو متعلق بسير عملنا بإشراك جميع أعضاء الجمعية في تنفيذها بغير استثناء، ونرسلها الى السلطات البلدية ومديرية النشاط الاجتماعي لإضفاء الصبغة الرسمية لتنفيذها، كما نقوم بإعداد سبر لآراء المواطنين بنتائج هذه النشاطات، التي توصف بالايجابية بصفة عامة خصوصا أننا وجدنا إقبالا كبيرا للمواطنين والتفافا ملحوظا حول ما تقوم به جمعيتنا من اعمال خيرية في المجتمع. أما تقييمنا لهذا الصالون الأخير، فقد عرف تجاوبا كبيرا من الزوار والذي عملت وسائل الإعلام المختلفة كالإذاعة والصحف دورا فعّالا لتعريف المواطنين بجمعيتنا. * ما هي التحديات التي تواجهكم؟ - في الحقيقة، هناك مجموعة من التحديات والعراقيل التي تصعّب علينا مهامنا، على الرغم من الجهود التي نبذلها من اجل تخطى هذه المشاكل، وخصوصا فيما يتعلق بقانون الجمعيات، والذي لاتزال توجد فيه بعض النقائص التي يجب علينا تداركها في اقرب الآجال، لنستطيع المضي بخطى ثابتة وفعّالة، علاوة على ذلك، نعانى من غياب مقر للتكفل بالكم الهائل للمرضى، ونحتاج لمستودعات لمختلف الأدوية والعتاد الطبي الذي نتحصل عليه. كذلك التحدي المتعلق بأعضاء الجمعية أنفسهم الذين يواجهون مشكلة التوفيق بين مسؤولياتهم الوظيفية ومهامهم داخل الجمعية خصوصا في الجانب الزمني الذي اعتبره تحدٍّ حقيقي يواجههنا. * وماذا عن الآفاق المستقبلية؟ - نحن نسعى دائما إلى تحقيق السبل من اجل التوفيق والنجاح للتكفل بالمرضى والفئات المعوزة في المجتمع، وفي هذا الصدد، نعمل على إقامة برامج ومشاريع تنموية إنسانية من بينها تقديم مشروعين لنقل المرضى والخدمات العلاجية وتقديمها على مستوى البيوت بالتنسيق مع المؤسسات الصحية والجوارية ونعمل ايضا على توسيع نشاطاتنا مع مختلف الجمعيات والمنظمات الخيرية الأخرى للنهوض بالجانب الإنساني والاجتماعي للمريض. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أتمنى من خلال هذا المنبر أن تكون لجمعية «أصدقاء المريض» فروعا بمختلف الولايات ونحن نسعى دائما إلى تحقيق هدفنا المنشود لبعث الأمل وتخفيف الألم عن هذه الشريحة من المجتمع، كما أتوجه بالشكر للسلطات المحلية لولاية سكيكدة التي لولاها لما أسّست الجمعية وخرج نشاطاها الى النور، كما لا أنسى الدور الإعلامي الكبير الذي تقوم به وسائل الاعلام من اجل التعريف بنا وبأعمالنا الخيرية.