استهلت السلطات الصحراوية أمس السبت تحضيراتها للحدث المزدوج الذي تستعد استقباله لشهر فبراير الجاري والمتمثل في تخليد الذكرى 44 لإعلان الجمهورية والسباق التضامني الدولي "صحراء ماراطون" الذي يتوقع أن يكون "حدث متميز" ويشهد مشاركة دولية واسعة تصل إلى 22 دولة. فقد عقدت اللجنة الوطنية التحضيرية لتخليد الذكرى 44 لإعلان الجمهورية وصحراء ماراطون أمس السبت اجتماعها الأول برئاسة عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, مسؤول أمانة التنظيم السياسي, خطري آدوه وبحضور الوزير الأول بشرايا بيون. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) أن الاجتماع الذي حضره عدد من أعضاء الأمانة الوطنية للبوليساريو والحكومة وممثلون عن كافة المؤسسات الصحراوية والشركاء, تناول السبل التي من شأنها العمل على إنجاح هذا الحدث المزدوج باعتباره الأول بعد انتهاء أشغال المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو. وخلال الاجتماع, تم التأكيد على ضرورة العمل بجد من أجل تجسيد شعار الحدث والذي هو امتداد لشعار المؤتمر الخامس عشر للجبهة والذي يدعو إلى "تكريس سيادة الدولة الصحراوية واستكمالها". كما استمع الاجتماع إلى مختلف الآراء والأفكار التي تساهم في تنظيم حدث في مستوى تطلعات الشعب الصحراوي. وفي تصريح لوسائل الإعلام, أكد وزير الشباب والرياضة, موسى سلمى, على أن فعاليات الذكرى ال44 لإعلان الجمهورية ستنطلق في ال8 فبراير الجاري وتتواصل إلى غاية ال27 من نفس الشهر. وأبرز وزير الشباب والرياضة, أن التظاهرة الدولية الرياضية صحراء ماراطون ستكون متميزة بمشاركة دولية واسعة تصل 22 دولة هذه السنة. --"صحراء ماراطون" محطة تضامنية مع القضية الصحراوية -- ويحمل "صحراء ماراطون" الدولي الذي دأبت وزارة الشباب والرياضة الصحراوية على تنظيمه منذ حوالي عقدين, دلالات عميقة في مسيرة نضال الشعب الصحراوي, فهو في نفس الوقت رسالة سلام من الشعب الصحراوي إلى العالم و جبهة أخرى من جبهات الكفاح من أجل الحرية والاستقلال. ويقول الصحراويون أن تنظيم تظاهرة صحراء ماراطون هي تعزيز للبعد التضامني الذي تحظى به القضية الصحراوية من خلال الرياضة كما أنها فرصة لتعزيز الرياضة الصحراوية من خلال الوقوف على جاهزية العدائين الصحراويين ومدى قدرتهم على التفوق في المنافسات الدولية. وكانت تظاهرة "صحراء ماراطون" في طبعتها 19 التي جرت بولاية العيون (مخيمات اللاجئين الصحراويين), عرفت مشاركة أزيد من 500 عداء من قارات العالم الخمس. بالمقابل يستخدم المغرب ورقة الرياضة لخدمة أغراضه الاستعمارية كما جرى الحال عبر تنظيمه للبطولة الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة مدينة العيون الصحراوية المحتلة. وهذا ما اغضب الصحراويين ومعهم العديد من الدول المساندة لهم عبر العالم, كون الرياضة ممارسة نبيلة تجمع بين الشعوب وتقرب بين الأمم وتنشر السلام في ربوع العالم لا العكس. وخلال إشرافه على انطلاق الماراطون الوطني الصحراوي الخميس الماضي بولاية آوسرد, قال وزير الشباب والرياضة الصحراوي, موسى سلمى, أن "المغرب يسعى لشرعنة تواجده غير الشرعي بالصحراء الغربية عبر واجهة الرياضة في وقت باءت فيه كل محاولاته سياسيا وحقوقيا وقانونيا في تجسيد ذلك". ويحيي الشعب الصحراوي ذكرى إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المصادف ل 27 فبراير من كل سنة, بتنظيم العديد من الفعاليات, بإشراف الرئيس الصحراوي, الأمين العام لجبهة البوليساريو, إبراهيم غالي, وبحضور وفود أجنبية متضامنة مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. وترجع ذكرى وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية ليوم 27 فبراير 1976, حيث تم الإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف جبهة البوليساريو ببئر لحلو (الأراضي المحررة) بعد مغادرة آخر جندي إسباني للتراب الصحراوي, ليدخل فيما بعد في حرب تحريرية جديدة ضد المحتل المغربي انتهت ميدانيا بالتوقيع سنة 1991 على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس مخطط التسوية السلمي الأممي-الإفريقي. وفور الإعلان عن تأسيس الجمهورية, تم تنصيب الحكومة الصحراوية الأولى ببئر لحلو يوم 5 مارس 1976 في ظل نقص الإمكانات ونزوح الآلاف من الأشخاص الفارين من الغزو المغربي لأراضيهم. وعلى الرغم من ظروف المنفى و نقص الإمكانيات, استطاع الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود من الزمن بناء مؤسساته الوطنية و تأطير عمله النضالي بكل كفاءة واقتدار بفضل تضحياته وحرصه على أهدافه السامية و النبيلة.