- «الفقير».. بين ويلات الألم وغلاء الفحص في العيادات الخاصة ينعكس مرض قطاع الصحة بوهران على حال المرضى، ومرافقيهم على مستوى مصلحة الأشعة المركزية بالمؤسسة الاستشفائية د. بن زرجب بسيدي البشير «بلاطو»، حيث يقصد المصلحة عشرات المرضى يوميا لإجراء فحوصات «السكانير» و» ايارام « ويصدمون بتعطل الأجهزة مما يضطرهم التوجه إلى العيادات الخاصة ودفع مبالغ تبدأ من 15 ألف دج إلى غاية 30 ألف دج ويتعلق الأمر بالحالات الاستعجالية والمرضى الذين يتلقون العلاج بأقسام المستشفى والذين تستدعي وضعيتهم الصحية إجراء الفحص في أقرب وقت بطلب من الطبيب المعالج. ولتسليط الضوء على مشكل غياب أجهزة ومعدات الفحص بالمستشفى الجامعي، تقربنا من مصلحة الأشعة لنقل معانات المرضى والأخصائيين بباقي المصالح الذين اشتكوا بدورهم من اعتداءات المرضى ومرافقيهم عندما يتم إخبارهم بعدم وجود الفحص المطلوب معتقدين أن الأطباء أو الأخصائيين على مستوى مصلحة الأشعة هم من يرفضون إجراء الفحص وإن كانت المعاملة وسوء الاستقبال من أعوان الأمن وموظفي الاستقبال بالمصلحة تثير غضب المريض لا محالة ليزيد ألمه أضعافا ويتأزم الوضع حين يجد نفسه مجبرا على إجراء الفحص في العيادات الخاصة وهو لا يملك مصروف يومه. مصلحة الأشعة للتصوير الإشعاعي فقط اتجهنا في حدود الساعة العاشرة صباحا إلى المصلحة المركزية للأشعة المتواجدة مقابل المخبر المركزي بمستشفى بن زرجب، وهي المصلحة التي يفترض أنها متخصصة في إجراء مختلف الفحوصات بالأشعة على غرار «السكانير» والرنين المغناطيسي «ايارام» والتصوير الإشعاعي، و قبل الدخول إليها لفت انتباهنا العدد الكبير للمرضى وبعد إلقاء نظرة في الداخل لاحظنا أن قاعة الانتظار ممتلئة، ومن خلال التكلم مع بعض المرضى ومرافقيهم في الخارج علمنا أن هناك حالات استعجاليه تم توجيهها من الاستعجالات الطبية إلى المصلحة لإجراء التصوير الإشعاعي لحالات إما تعرضت للاعتداء أو حوادث أو سقوط، إضافة إلى مرضى آخرين قدموا لأخذ موعد لإجراء الفحص الإشعاعي الذي غالبا ما يحدد بعد 5 أشهر فما فوق. كل هذا الحشد من المرضى كان من أجل الفحص بالأشعة وماذا عن فحوصات «السكانير» و»ايارام»، وقبل التطرق إلى المرضى ومعاناتهم نشير إلى تصريحات عدد من الأطباء بمختلف المصالح الذين اشتكوا بدورهم من هذا النقص الفادح في الإمكانيات التي تسهل التشخيص والتي تعكس مرض المنظومة الصحية ككل –حسبهم، مطالبين بتغطية العجز المسجل في أجهزة «السكانير» والرنين المغناطيس ووضع حد لحالة الأعطاب المتكررة والناتجة على الضغط الكبير وعدم الاستعانة بخبراء لصيانة الجهاز الوحيد للرنين المغناطيسي و»السكانير» المعطل منذ أكثر من سنة-حسبهم ولا يملك كل المرضى إمكانية لإجرائه بالعيادات الخاصة ما يجعلهم يعودون في الموعد المحدد من قبل الطبيب الذي يتعذر عليه متابعة المريض دون إجراء «السكانير» أو الرنين المغناطيسي. من جهتهم يعيش المرضى خارج المصلحة على غرار الاستعجالات وباقي المصالح الطبية حالة من الغضب والاستياء لغياب أجهزة الفحص بالأشعة، حيث تتوفر مصلحة بأكملها على جهاز التصوير بالأشعة فقط، والتقينا بعدد من المرضى في حالة تذمر كبير بدا عليهم التعب وسوء الحال وصعوبة الظروف المادية ومنهم من استسلم للمرض والألم وأغلبهم يصرح أنهم ضحايا «المعرفة» والأولوية «للأحباب والأصحاب» أما القليل فهو دائما في آخر القائمة وقد لا يكون فيها أساسا.. تلك هي تصريحات المرضى الذين أنهكتهم تكاليف الفحوصات بالعيادات الخاصة وزادتهم سوءا ظروف التكفل. من جهته أكد المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى، أن «السكانير» معطل منذ أسبوعين فقط وأنه يخضع حاليا لعملية إعادة البرمجة، كما تحضر المؤسسة أيضا لدفتر الشروط لاقتناء جهاز «سكانير» جديد، أما جهاز الرنين المغناطيسي «ايارام» الذي تعطل قبل شهر فهو بحاجة إلى الصيانة في إطار اتفاقية بين ممثل الشركة الأمريكية الأم «جينيرال الكتريك» المتواجد فرعها بالجزائر حيث سيتم تشخيص العطب واقتناء قطع الغيار اللازمة على أن يدخل حيز الخدمة الأسبوع المقبل.