رغم تعليمات و توصيات السلطات العليا في البلاد و الجهات الوصية فيما يتعلق بتدابير الوقاية من فيروس كورونا و كيفيات محاربته ،إلا أن المواطنين ببلعباس منقسمين إلى فئتين الأولى أخذت التحذيرات على محمل الجد وقامت باتخاذ التدابير اللازمة من اقتناء للمعقمات و الكمامات و تجنب المصافحة و التقليل من التنقلات والخروج إلى الأماكن العامة ، و فئة ثانية لا تزال في مرحلة التهكم و الفكاهة و لا تتخذ أي من التدابير المنصوح بها ،كما عرفت مختلف الساحات العمومية والأماكن الترفيهية منذ الإعلان عن تقديم العطلة الربيعية توافدا منقطع النظير للعائلات مصطحبين أولادهم غير آبهين بخطورة ما يجري حولهم، و أمام هذا الوضع الخطير اتخذت الجهات المسؤولة بالولاية مجموعة من التدابير والقرارات الصارمة من أجل منع مختلف التجمعات التي تتسبب في انتشار فيروس كورونا الذي أرعب العالم بأسره. قرارات صارمة و استعجالية ومن ذلك شرعت بلدية سيدي بلعباس بداية من الاثنين 16 مارس 2020 في تطبيق إجراءات جديدة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" وذلك على ضوء القرارات التي اتخذها المجلس التنفيذي البلدي في جلسته الأخيرة ، وتتمثل هذه القرارات في غلق الأسواق الأسبوعية بكامل مناطق البلدية ، مع غلق الحديقة العمومية ، المساحات العمومية التي يتوافد عليها المواطنون على غرار مكان الألعاب بساحة الوئام ،إلى جانب غلق سوق الطيور وملعب الأخوة الثلاث عماروش. و لقد تم و بصفة استعجالية البدء في عملية رش الأماكن العمومية باستعمال مواد التنظيف ، إضافة إلى تواصل انعقاد خلية الأزمة التي تم تشكيلها بشكل دائم لمتابعة المستجدات و اتخاذ القرارات اللازمة في صورة تطور الوضع الوبائي ، ودعا رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى التفاعل الايجابي مع الإطارات الطبية ومع الإجراءات الوقائية التي تمكن من الحد من انتشار الفيروس لأن وعي المواطن يمثل جانبا هاما في إنجاح منظومة التصدي للفيروس. خلية أزمة لمجابهة الوضع ومن جهته أشرف والي سيدي بلعباس على تنصيب خلية أزمة متعددة القطاعات ذات الصلة بالموضوع، وذلك لمتابعة و اتخاذ جميع الإجراءات من أجل مواجهة خطر تفشي فيروس كورونا وتسخير كل الوسائل الضرورية من أجل ضمان سلامة المواطنين ، وعملا بتعليمة الوزير الأول المتعلقة بوضع جهاز وطني لمواجهة تهديدات فيروس كورونا (كوفيد 19)، وبهدف اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس "كورونا" ومنع تفشي هذا الوباء بين الساكنة،حيث ضمّت هذه الخلية ممثلي الأسلاك الأمنية، الجمارك الجزائرية وممثلي مختلف القطاعات المعنية على غرار الصحة، العدالة، التربية، المالية، التجارة، التكوين والتعليم المهنيين، التعليم العالي والبحث العلمي، الشباب والرياضة، الاتصال والثقافة والنقل ، و قد أسدى الوالي توجيهات إلى جميع أعضاء الخلية تقضي بالبقاء في حالة تأهب قصوى للتدخل عند الاقتضاء وتنفيذ كافة الإجراءات والتدابير التي تندرج في إطار الوقاية والحدّ من انتشار الفيروس وضمان حماية وسلامة المواطنين لاسيما من خلال ضمان المداومة (24ساعة على 24 و7أيام/7) مع تعيين نقطة ارتكاز على مستوى ديوان والي ولاية سيدي بلعباس،تعزيز قدرات العمل الإستباقي للحد من انتشار الفيروس كمنع بعض الأنشطة الجماعية (الثقافية، الرياضية، العلمية والترفيهية) التي من شأنها أن تساهم في انتشار العدوى بين الأفراد. الحجر الصحي يتم بالمستشفى الجامعي ومن جهتها أكدت المكلفة بالإعلام لدى مديرية الصحة والسكان أنها قامت بتجهيز قاعة للعزل على مستوى المستشفى الجامعي حساني عبد القادر، لاستقبال المرضى المشكوك في إمكانية حملهم للفيروس في انتظار إجراء التحاليل للتأكد من إصابتهم من عدمها،فإذا ما تأكدت الإصابة يتم نقل المرضى للقسم المخصص لمتابعة المرضى المصابين. حالتان مشتبه فيهما فقط هذا وأكدت ذات الجهة أن الولاية سجلت حالتي اشتباه فقط منذ بداية ظهور الوباء و الأمر يتعلق بحالة مشتبه بها لفيروس كورونا بتاريخ 04 مارس 2020 لشخص من بلدية سيدي لحسن والتي تم استشفائها و عزلها على مستوى المركز ألاستشفائي الجامعى عبد القادر حسانى حتى ثبت عدم إصابته بالفيروس بعد صدور نتائج التحليل،أما الحالة الثانية فتتعلق بطالبة جامعية تبلغ من العمر 27 سنة والتي تم عزلها واستشفائها على مستوى وحدة العزل بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني . ومن جهة أخرى عقدت مديرية النقل جلسة عمل مع الشركاء الفاعلين على غرار مسؤولي النقل الحضري ،مسيري محطات النقل البري والنقل عبر السكك الحديدية ومؤسسة سيترام ونقابة الناقلين الخواص لمباشرة عمليات التعقيم على مستوى مختلف وسائل النقل للوقاية من فيروس كورونا،و اتخاذ تدابير وقائية للعمال من خلال توفير الكمامات والقفازات و كل المواد المعقمة لتفادي العدوى.وكانت مؤسسة سيترام قد باشرت عملية تعقيم مختلف القاطرات خاصة وأن الترامواي يعرف توافدا كبيرا للمواطنين. إقبال غير عقلاني على اقتناء المواد الاستهلاكية هذا ومن جهة أخرى تسببت هذه الوضعية خلال اليومين الفارطين بسيدي بلعباس خاصة بعد تسجيل ارتفاع في عدد المصابين بالفيروس وعدد الوفيات الناتجة عنه بالجزائر إلى إقدام بعض المواطنين إلى الإقبال غير العقلاني على اقتناء مختلف السلع و المنتوجات والمواد الغذائية تخوفا من ندرتها في ظل انتشار وباء كورونا،وفي هذا الصدد أكدت مديرية التجارة لولاية سيدي بلعباس أن هذا الفعل سيؤثر على التموين بالولاية وطمأنت بوفرة مختلف المواد الاستهلاكية في السوق والمخازن و لا داعي للقلق إزاء ذلك. وحرص خلال اليومين الفارطين عدد من المواطنين على ارتداء الكمامة الطبية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا التي كانوا في الأمس القريب يرون أنها مبالغة ومظهر من مظاهر التهويل ليس إلا ، وبدأ الإقبال على ارتداءها بعد إعلان وزارة الصحة ارتفاع عدد المصابين في الجزائر بهذا الفيروس وهو ما أنذر بخطورة تفشي هذا المرض في حالة عدم الالتزام بقواعد السلامة الصحية وهو ما أيقظ البعض من حالة الاستهتار بخطورة هذا الوباء. حملة "اقعد في دارك" حملة على الفايسبوك من جهة أخرى أطلق نشطاء صفحات التواصل الاجتماعي حملات تحسيسية و توعوية للحيلولة دون تفشي الوباء تحت شعار "لا تصافحني ابتسامتك تكفيني " و "أقعد في دارك" لتحسيس الناس بضرورة المكوث بمنازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة ،كما أعلن رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن المشاركة في حملات تطوعية لتنظيف وتطهير عدة أمكنة و فضاءات مؤكدين استعدادهم التام للمساعدة في حالة ما دخلت الجزائر في مرحلة الحجر الصحي.