يشهد الاقتصاد الوطني المريض السياسية على مدار سنوات طوال، وكذا الأزمة الساسية التي عاشت على وقعها البلاد...هزات إرتدادية أخرى عنيفة جراء الانهيار المفاجئ وغير المسبوق لأسعار البترول وكذا تفشي فيروس كورونا الخطير عبر العالم، الذي تحول إلى وباء قاتل وأخلط بذلك كل الأوراق والحسابات، بعد أن تسبب ولا يزال في خسائر كبيرة وغير متوقعة على كافة المستويات، في الأرواح وفي المال والأعمال، التي تأرث بفيروس كورونا الجديد، حيث جمد كل النشاطات وأحدث شللا في العديد من القطاعات والمؤسسات والشركات ... هكذا هو المشهد اليوم في العالم، يعيش حالة الطوارئ والهلع والخوف وأقصى درجات الاستنفار، بعد أن سارعت العديد من البلدان إلى عزل نفسها، وتحولت عواصم كبرى إلى حجر صحي !! وفي هذا السياق، فقد أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بغلق المدارس في جميع الأطوار التعليمية، والجامعات وكل مراكز التكوين إبتداء من الخميس 12 مارس الجاري، إلى حين انتهاء عطلة الربيع، في 5 أفريل المقبل، كما شمل هذا القرار الوقائي والإحترازي ، المدارس القرآنية والزوايا وكذا أقسام محو الأمية ودور الحضانة والحمامات والمساجد، مخافة من انتشار هذا الوباء القاتل في بلادنا، وتسجيل 82 إصابة مؤكدة ب "كوفيد- 19" ، حسب الإحصاء الذي قدمته وزارة الصحة أول أمس الخميس، كما ألغيت العديد من التظاهرات الاقتصادية الدولية المهمة، وأغلقت العديد من المؤسسات الثقافية أبوابها، وأجلت العديد من التجمعات والنشاطات السياسية، للعديد من الأحزاب، في حين جمّد البرلمان أشغاله العامة إلى وقت لاحق..من جهة أخرى فقد قررت الجزائر تعليق كل رحلاتها الجوية والبحرية، وغلق الحدود البرية إلى أشعار لاحق. نفس الوضع تعيشه الكثير من الدول، التي سارعت إلى غلق المدارس والجامعات وكل معاهد الدراسة والتكوين، وتعلق رحلاتها الجوية والبحرية وغلق حدودها البرية إلى اشعار لاحق، بل أكثر من ذلك أن إيطاليا، الأكثر تضررا من كورونا بعد الصين، تعيش حظر التجول منذ عدة أيام، وتحولت إلى حجر صحي، ومنعت مواطنيها من الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى، ونفس الحالة تعيشها إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية التي تفشى فيها فيروس كورونا الجديد، في حين سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى غلق مطاراتها في وجه أي طائرة قادمة من أوروبا، رؤساء حكومات ووزراء ومشاهير السينما والرياضة في العالم، أصيبوا بهذا الوباء القاتل، منهم رئيس وزراء كندا وزوجته، ونجم هوليوود توم هانكس وزوجته... هكذا غير فيروس كورونا الجديد، مجرى الحياة في مشارق الدنيا ومغاربها.