6 حالات مشتبها في 15 يوما في الباهية من 1 إلى 3٪ من المصابين في العالم عرضة للوفاة حذر، خشية، خوف وفزع... هي ما توصف به الحالة الراهنة التي تخيّم على عاصمة الغرب الجزائري، وهران، وغيرها من المدن الأخرى، في ظل استمرار ارتفاع أعداد المصابين بفيروس»كورونا» المستجد، وسط مخاوف من استفحاله وفرض سيطرته على البلاد. تعالت أصوات كثيرة تدعو إلى الحيطة والحذر الشديدين، وأخرى تروّج لمعطيات مغلوطة عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي من باب التضخيم والتهويل وتعزيز التفكير السلبي، مستغلة بذلك الموجة الجديدة من الوفيات والإصابات الناجمة عن الفيروس في عديد الدول، بما فيها الجزائر. ويجمع الشارع الجزائري على أن ظهور فيروس» كورونا» المستجد في الجزائر، يمثّل تحدّيا كبيرا للمجتمع والدولة، ممثلة في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التي أكّدت في كل محطّاتها على ضرورة تسخير جميع القدرات والطاقات لمواجهة هذا الوباء، مع العمل على تعزيز وتفعيل سبل الوقاية وعدم الانصياع وراء الأخبار المزيفة. إسم الفيروس الجديد يعزز الخوف على ضوء ذلك، أوضح الدكتورعبد الله أمين، أستاذ مساعد مختص في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي «بن زرجب» بوهران، أنّ الهدف من الحملات الإعلامية والتحسيسية، يكمن في محاولة تفادي انتقال العدوى للشريحة الحساسة، على اعتبار أنها «الحلقة الأضعف» في حالة انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء، خاصة بالنسبة للمسنين والنساء الحوامل والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف والأمراض المزمنة، على غرار السرطان وأمراض الرئة والربو وداء السكري والشرايين، مطمئنا في الوقت نفسه «أنّ أجسام الأطفال، تمتلك مناعة قوية منذ الولادة، كما أنّ جهازها الرئوي ليس متطورا كالإنسان البالغ». واعتبر الدكتور أن «حالة الخوف والحذر التي انتابت جميع الدول، وعلى رأسها البلدان المتقدمة، ازدادت حدة مع تغيير اسم فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)؛ وهو نفس عائلة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد(سارس) الذي ظهر في الصين عام 2003، متسببا في 10 % من الوفيات، وما يزال يزهق الأرواح في دول الخليج وخاصة السعودية، تحت مسمى «ميرس»، المتسبب في الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الذي ظهر في عام 2012». تحاليل المشتبه فيهم بوهران سلبية وأعلن نفس المصدر عن استقبال زهاء 06 حالات مشتبه بها خلال 15 يوما بالمستشفى الجامعي بن زرجب بوهران، وكانت نتائج التحاليل المعملية «سلبية»، وأغلب هذه الحالات كانت لها علاقة عمل بالرعية الإيطالي الذي قدم إلى الجزائر بتاريخ 17 فيفري وتوجه إلى قاعدة الحياة بحاسي مسعود بورقلة، وغادر إلى مقر عمله في الجنوب يوم 18 فيفري الجاري، ومن بينهم شخص سافر معه في نفس الطائرة. ومن جانب آخر، أوضح أن حالة الأشخاص ال17 الذين تأكدت إصابتهم بالمرض، تصنف بالبسيطة ومن دون أي أعراض، مبيّنا أنّهم من نفس عائلة المهاجر الذي ثبتت إصابته بالفيروس في ولاية البليدة، وتوجهوا بمفردهم للمصالح الإستشفائية، بعد التحقيق الذي فتحته مصلحة الأمراض المعدية، مؤكّدا أنّ «أغلبهم يتواجدون بمنازلهم في إطار ما يعرف بالاستشفاء المنزلي، وأنّ الهدف من الحجر الصحي، وقائي الغاية منه كبح جماح الفيروس وعدم انتشاره». وأكّد أيضا على أهمية رفع درجة الاستعداد لمواجهة أي طوارئ بسبب الفيروس، موضحا أن الجزائر حاليا بعيدة عن «الخطر»، باعتبار أنه تم تحديد ثلاث مراحل، قسّمها العلماء، وفق معطيات محددة، انطلاقا من المرحلة الأولى في حالة تسجيل بعض الإصابات، المرشحة للارتفاع أو الانخفاض، تليها مرحلة تفجر الوباء في عدة مناطق على غرار ما يحدث بفرنسا، فيما تصنف الدول التي انتشر الوباء على مستواها، ولم تستطع التحكم فيه في الدرجة الثالثة التي تحظر فيها التجمعات والحافلات والفعاليات الرياضية مع فرض قيود على السفر وغيرها من الإجراءات الأخرى، على غرار إيطاليا. وفي سياق متصل، أشار الدكتور «عبد الله أمين» إلى أنّ آخر الإحصائيات تؤكّد أنّ 80% من الإصابات البشرية بفيروس «كورونا» تصنف في خانة الحالات «البسيطة» ولا أعراض لها، بينما الحالات الحادة والتي تشبه أعراضها الأنفلونزا تشكل 15 %، وتمثل الحالات الخطيرة جدا 7 %، فيما تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن الفيروس بين 01 و03 بالمائة. الكمامات الواقية مخصصة للفئات الهشّة كما دعا جميع المواطنين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم إلى المساهمة والمساعدة في تعزيز الاحتياطات للوقاية من الإصابة بالعدوى، ولاسيما الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية سيئة في الوقت الحالي، مطالبا «الأصحاء» بعدم استعمال الكمامات والتي من الممكن أن تقود، حسبه، إلى نتائج عكسية، جراء عدم احترام الشروط، على غرار نزعها في أي وقت واستعمال الهاتف وغيرها من التعاملات الأخرى، كما أوضح أن الكمامات الزرقاء مخصصة في الظرف الحالي للفئات الهشة المصابة بالإنفلونزا، وكذا الحالات المشتبه فيها والمصابة بالوباء، وغيرها من الأمراض الخطيرة التي يتعامل أصحابها بحذر لتنجب انتقال الميكروبات والفيروسات.
«كورونا» ينتقل أكثر «باللمس» وبإمكان العيش 12 ساعة وأوضح أن فيروسات «كورونا» تنتقل أكثر عن طريق «المصافحة» و»اللمس»، على غرار لمس سطح أو جسم عليه الفيروس ومن بعدها لمس الأنف أو العين أوالفم، ولذا نصح بضرورة استعمال المطهرات والمعقمات أو غسل اليدين جيدا بالماء والصابون، كما ينبغي للمصابين بالأمراض التي تنتشر عن طريق الرذاذ في الهواء إلى تطبيق الاحتياطات المتعلقة لتجنب نقل العدوى عن طريق السعال أو العطس، خاصّة وأن الأبحاث العلمية تؤكّد أنّ فيروس «كورونا» على سبيل المثال يعيش ما بين 6 و9 ساعات إلى 12 ساعة في حالة وجد الظروف الملائمة، ومنها المياه والرطوبة. وقد استدل على ذلك بما حدث مع الرعية الايطالي الذي تأكّدت إصابته بفيروس كورونا بعد دخوله إلى الجزائر، مبينا أنه بعد 15 يوما لم ينقل الفيروس لأي شخص آخر، رغم أنه تنقل عبر الطائرة، كونه لما ثبتت إصابته وضع في حالة عزل تامة في إحدى قواعد الحياة، ونقل مباشرة إلى بلده، فيما أنّ المغترب الجزائري نقل العدوى إلى 17 شخصا في عرس بسبب المصافحة وتبادل السلام بين أفراد العائلة. تواصل الأبحاث حول طبيعة الفيروس ويعتقد محدّثنا أنّ العقليات ستتغير بعد مرور الوقت، بعدما يتحول الوباء الجديد إلى فيروس موسمي عادي، إلا أنه أكّد أن العلماء في مرحلة البحث والتوغل في طبيعة هذا الفيروس وتحديد إن كان موسميا، سيختفي بعض الوقت ويعود الموسم الذي بعده، أو يختفي تماما، على غرار فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي اختفى في صائفة 2004. ونوّه المصدر إلى أنّ التقديرات الحالية لمعدل وفيات»كرونا» وصلت 2.7 ٪ إلى غاية الأسبوع الأول من شهر مارس 2020، فيما بلغت نسبة الوفيات الناجمة عن «الأنفلونزا» المعقدة 3.14 ٪، يضيف معقّبا: وقد كانت الأنفلونزا الموسمية في زمن ما، تشكل الرعب الأول، لكن تراجعت المخاوف مع تمكّن الباحثين من التعرف على المتغيرات المختلفة لهذا النوع من الفيروسات والتحكم في الاستجابة المناعية للأشخاص المصابين بالمرض من خلال تطوير اللقاحات والمضادات الفعالة». «الأنفلونزا» تقتل 26 شخصا بالجزائر في شهرين وأضاف أنّ التقارير العالمية، تؤكّد أنّ «الأنفلونزاالموسمية»، التي تنشط في فصل الشتاء تقتل سنويا ما بين 500 ألف إلى 2 مليون في حالة في جميع بلدان العالم، على غرار باقي الأمراض والأوبئة المعدية التي لها تفاعلات معقدة مع جسد مضيفها، وتكون أكثر خطورة بين الفئات الهشة المشار إليها سابقا. لهذه الأسباب وأخرى، دعا المختص في الأمراض المعدية الدكتور»عبد الله أمين» إلى تجنب أسلوب التهويل والمبالغة الذي تبعه بإحصائيات تظهر نسبة الوفيات بأمراض أخرى مقارنة بفيروس «كورونا»، ومنها تسجيل أربع (04) وفيات بالإنفلونزا الموسمية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية، الحكيم بن زرجب بوهران، فيما بلغ عدد الوفيات على المستوى الوطني 26 حالة في ظرف شهرين. تجاهل وتعتيم إعلامي كلي في إفريقيا من جانب آخر، استنكر الدكتور «عبد الله أمين» ما أسماه «تعتيما إعلاميا» في ظل الصمت الرهيب فيما يخص الأمراض القاتلة في إفريقيا، على غرار فيروس «الإيبولا» الذي يحصد سنويا آلاف الأرواح من المصابين في الخفاء، ناهيك عن الأوبئة الفيروسية الأخرى التي تهدد الوطن العربي، ومنها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»، باعتبارها من عائلة «كورونا» التي لا تزال في فترة حضانتها بالخليج وخاصة العربية السعودية، وتتراوح نسبة وفياتها ما بين 30 و35 بالمائة. مديرية الصحة والسكان: الحيرة والدهشة سببها الوسائط الاجتماعية بدوره، أرجع الدكتور يوسف بوخاري، رئيس مصلحة الوقاية والإعلام بمديرية الصحة والسكان لوهران، حالة القلق والاحتراز التي يعيشها المجتمع الجزائري؛ جراء ما يتم تداوله عبر وسائط ووسائل التواصل الاجتماعي من أخبار مضللة قائمة على التهويل بخصوص الفيروس المستجد المسمى علميّا بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وخاصة المعطيات التي يروج بعض عمال قطاع الصحة بالمستشفيات الكبرى والعيادات متعددة الخدمات، كما قال. وأشار في هذا الصدد إلى حالة «المسن» الذي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي على أنها حالة إيجابية حاملة للفيروس، نقلا عن بعض عمال قطاع الصحة بالمستشفى الجامعي أول نوفمبر بإيسطو، مبرزا أنّ هذا الشخص الذي ضبطته الكاميرا الحرارية بالمطار الدولي أحمد بن بلة قادما من حاسي مسعود، بعد تشخيص حالته من قبل المختصين بعين المكان، ثبت أنّه مصاب مسبقا بمرض صدري، وتم نقله من قبل الحماية المدنية إلى مستشفى «إيسطو»، كما أوضح أنّ الحالات المشتبه في إصاباتها والمؤكدة تحول مباشرة للمستشفى الجامعي، الحكيم بن زرجب بالبلاطو، المخصص لمواجهة هذا الوباء. لا وجود لإرسالية من معسكر بخصوص إصابات مؤكدة وبخصوص الأخبار المتداولة حول تسجيل إصابات بولاية معسكر، أوضح محدّثنا، أنّ صحة وهران، لم تتلق أي إعلان أو إرسالية رسمية بهذا الشأن لا من الوزارة الوصية ولا من مديرية الصحة لمعسكر، باعتبارها الجهة الوحيدة التي تؤكد أو تنفي، حسب آخر المعلومات المقيدة على الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 05 / 03 / 2020، مستطردا بالقول: «ولو كانت الإصابات مؤكدة، يتم إعلام ولاية وهران، وكل المدن المجاورة، وذلك عملا بالتعليمات الصادرة مؤخرا عن الوزارة». وأعلن نفس المسؤول بتاريخ 05 / 03 / 2020، أنه لم يتم تسجيل أية حالة إصابة مثبتة بالولاية، مؤكّدا في نفس الوقت أنّ الوزارة أصدرت تعليمات صارمة لكافة مديرياتها، الموزعة على التراب الوطني، تلزمها بإعلام المواطنين والأسرة الإعلامية بكل المستجدات. أزمة كورونا في طريقها للإنحسار وطمأن «بوخاري» المواطنين قائلا: «أزمة «كورونا» المستجدة في طريقها إلى الإنحسار التام، وبعد 10 أيام سيغلق الحديث عن الوباء بالجزائر في حالة تواصل ارتفاع درجات الحرارة التي لا يستطيع هذا النوع من الفيروسات العيش فيها»، مستدلا على ذلك بالدراسات التي أثبتها علماء الفيروسات والأوبئة، والتي تؤكّد أنّ معظم الفيروسات تموت في درجات الحرارة بين 22 و27 درجة، ولا تتحمل حرارة الشمس التي تعتبر مقاومة طبيعية. من جانب آخر، أكد أنّ مصلحة الوقاية بالمديرية الولائية للصحة بوهران، طرحت سناريوهات عديدة ﻛﺨﻂ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻘﻴﺎﺱ لمستويات التأهب والاستعداد لمواجهة الأزمة في حالة حدوثها، مشيرا إلى اللقاء التوجيهي الذي جمعهم مع أطباء الاستعجالات ورؤساء العيادات متعددة الخدمات، بغية تقديم تعليمات جديدة فيما يتعلق خاصة بالتعامل مع المواطنين وكذا عمال القطاع. اجتماعات وتعليمات صارمة ونوّه في هذا الصدد إلى اللقاءات التي جمعت مديري المؤسسات الاستشفائية وأطباء الاستعجالات والعيادات متعددة الخدمات، من خلال تقديم عديد التوصيات، منها عدم الانجرار إلى محاولات التخويف والتهويل والتفرغ التام للتكفل السريع بالأشخاص الذين يعانون من الأعراض المتعارف عليها، وذلك من خلال تزويدهم بالكمامات والمطهّرات الكحولية وتحويلهم مباشرة للفحص وإجراء التحاليل الطبية والأشعة مع وضع المشتبه بحملهم للفيروس بمصلحة الأمراض المعدية بمساعدة طبيب نفسي. 100 ألف كمامة و03 مواقع كبرى للتكفل بالمصابين في الختام، جدّد الدكتور «بوخاري يوسف» التأكيد على أن الجزائر مسيطرة على الأوضاع، وأنه تم اتخاذ كافة الاحتياطيات للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا، مثمنا في الوقت نفسه الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها والي وهران»عبد القادر جلاوي، وعلى رأسها تعزيز قدرات الولاية ب100 ألف كمامة طبية من نوع «أف أف بي 2» ومستوى الحماية (إف إف بي3 )، ناهيك عن تخصيص ثلاثة مواقع كبيرة خارج المدينة، دون الكشف عن عناوينها وذلك للتكفل الجيد والتام بالحالات المشتبه فيها والمرضى الوافدين الذين لا كفيل لهم، مع مجانية الأكل والشرب.