اتسعت بمدينة مغنية خلال هذا الأسبوع عملية التضامن لمحاربة تفشي فيروس كورونا «كوفيد»19، من خلال تظافر جهود السلطات المحلية ومؤسسات الدولة ومختلف الجمعيات والمنظمات والهيئات ورجال الأعمال، ومواطنين وشباب من مختلف الأعمار والجنسين. و قد أكد هؤلاء استعدادهم للمساهمة في محاربة هذا الوباء بمختلف الأشكال في مختلف عمليات التضامن وتقديم المساعدات بمختلف أنواعها وأشكالها، وهذا على حسب استطاعته وإمكانياته كل فرد من أجل التصدي لهذا الوباء، وهزمه، وتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي الإرادة كانت قوية لدى الشباب الذي غلّب قيم النخوة و الأصالة التي هي أصلا راسخة في جدورنا ، فبعد خروجنا من هذه المحنة سوف نكتشف أننا صرنا أقوى بكثير. هذا و قد التزمت الغالبية الساحقة من سكان بلدية مغنية، بالتعليمات الصادرة عن مختلف الهيئات، إلتزام بالإجراءات الوقائية لاسيما في مجال عملية النظافة والتعقيم، حيث عمدت مصالح البلدية منذ بداية الأسبوع الماضي، إلى رفع درجة التأهب من الوقاية من خلال التكثيف من عملية التعقيم الواسعة في إطار التحكم في انتشار فيروس كورونا، والتي شملت الساحات العمومية والحدائق وأماكن توافد الجماهير والهياكل الإدارية ومواقف الحافلات، وغيرها باستخدام مواد تعقيم، حيث سخّرت البلديات كل الإمكانيات المادية والبشرية لعملية التطهير بالتنسيق مع عدد من القطاعات والفاعلين في المجال، على غرار الجمعيات، الحماية المدنية، مصالح الأمن، والدرك الوطني. و غيرها، على أن تستمر العملية بشكل يومي بكل الأحياء والشوارع والأماكن العامة . و أمام هذا الوضع يعمل الشباب و الجمعيات على دعم مجهودات أجهزة الدولة المعنية للتصدي لهذا الوباء، خاصة الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الفيروس وعدم الدخول في مرحلة الانتشار الواسع. «الجمهورية» رصدت تضامن واسع لمختلف القطاعات والجمعيات والمواطنين، وأكدوا لها خلال لقائهم معها على استعدادهم للتطوع وتقديم كافة أنواع الدعم في مختلف القطاعات. حملات تعقيم يومية بالأحياء الشعبية و مناطق الظل سطرت جمعية سنابل الخير برنامجا في شقيه البرنامج التطوعي والجانب الخيري، الجانب التطوعي يتمثل يوميا في حملات تعقيم من خلال التركيز على المناطق المعزولة ومناطق الظل التي بها عائلات معوزة وفقيرة لعدم استطاعتهم شراء مواد التنظيف والتعقيم، خاصة الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية على غرار حي المطمر، المدرجات، القرادت، حي البريقي، حي العزوني، حي الزيتون، عمارات قارة...وغيرها، كما تم بالمناسبة أيضا توزيع المطويات والاحتكاك مباشرة بالمواطنين والرد على مختلف تساؤلات المواطنين، كما تنقل الفريق المتكون من أعضاء الجمعية إلى الأسواق والشوارع الرئيسية والمصالح الاستشفائية لتحسيس المواطنين بالتدابير والإجراءات الواجب إتباعها لتفادي انتشار فيروس كورونا، حيث عرفت هذه المبادرة تجاوب الكثير من المواطنين الذين كانوا متعطشين لمعرفة تفاصيل الوباء وأخطاره وسبل الوقاية منه. توزيع 1500 قفة و 400 سلة من البطاطا الجانب الثاني من البرنامج هو الجانب الخيري والاجتماعي، حيث قامت الجمعية في هذا الصدد بتوزيع 400 سلة من مادة البطاطا على العائلات المعوزة التي تضررت بفعل هذه المحنة التي تمر بها الجزائر هذه الأيام، كما برمجت أيضا بتوزيع 1500 قفة الخير على العائلات المعوزة والمحتاجة. تطبيق الكتروني لتنظيم عمل الجمعيات في ذات السياق شرعت جمعية سنابل الخير لمدينة مغنية في إطار عمليات التضامن مع الفئات الهشة في مدينة مغنية والقرى المجاورة وخصوصا مع هذه الهبة التضامنية والوضع الذي نعيشه في وضع منصة رقمية من أجل تنسيق الجهود بين الجمعيات في العمل الخيري. المنصة هذه التي حملت شعار «معا في خدمة الوطن».معا من أجل تكافل وتضامن سليم»، تم من خلالها تصميم تطبيق جديد تحت اسم «الخير» من طرف مجموعة من الأخصائيين في البرمجيات من شباب مدينة مغنية، إذ يهدف هذا التطبيق إلى تنظيم عملية التضامن والعمل الخيري التطوعي سواء كانت هذه العمليات التضامنية موسمية أو يومية للجمعيات والمنظمات. هيئات رسمية و مواطنون يتكفلون بالمعوزين ويحق لكل جمعية الدخول إليه بسرعة عبر «النت» على أن تكون معلوماتها المسجلة فيه سرية ولا أحد باستطاعته الدخول إليها إلاّ عبر الرقم السري لكل جمعية، كما يمكن لكل جمعية بمجرد إدخال اسم أو لقب مسجل جديد يكون مسجل مسبقا في احد الجمعيات الأخرى سيعلمه التطبيق بمكان تسجيله واسم الجمعية المسجل فيها، كما أن الهدف من تصميم هذا التطبيق هو غلق الباب أمام الانتهازيين، إذ لا يمكن لأي شخص التسجيل مرتين أو أكثر في مدينة مغنية، مما يفتح المجال لاستفادة أكبر شريحة ممكنة من المعوزين والمحتاجين من الإعانات، كما أن هذه العملية ستسمح من تطوير والارتقاء بالعمل الخيري إلى تكفل تام أو التكافل الاجتماعي المنظّم. أئمة و جمعيات يقودون حملات تحسيسية كما أكد «بوميدونة عبد القادر» منسق دائرة مغنية لجمعية الوفاء بالعهد للأسرة الثورية، أن عملية التعقيم متواصلة بمدينة مغنية رفقة عمال مصلحة النظافة لبلدية مغنية ومجموعة من الجمعيات منذ أكثر من عشرة أيام، حيث كانت الانطلاقة يوميا من حظيرة البلدية وقد مست العملية المرافق العمومية والإدارية بالبلدية، وكذا مؤسسات الدولة كالبنوك ومكاتب البريد ومقر الدائرة والبلدية ودار المالية، ومحطّات نقل المسافرين، إلى جانب المؤسسات الاستشفائية وفي مقدمتها مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة العمومية الاستشفائية «شعبان حمدون» التي تعرف توافد كبير لدى المرضى والمواطنين والمراكز الصحية والمؤسسات الأمنية، فضلا عن الديوان الوطني للتطهير فرع مغنية الذي يواصل تنفيذ مخطط العمل بالتدخل عبر كافة النقاط المعلن عنها من خلال صيانتها وإرجاعها قيد الخدمة، مع الإبقاء على جاهزية مستخدميه تحسبا لأي تدخل محتمل، كما قمنا رفقة الأئمة بحملات تحسيسية واسعة النطاق عبر شوارع بلدية مغنية على متن سيارة إسعاف للحماية المدنية باستغلال مكبّرات الصوت لتوعية المواطنين والعائلات بضرورة البقاء في منازلهم بغية التقليل من انتشار الفيروس كورونا «كوفيد19» القاتل. مبادرات تضامنية للهلال الأحمر و الكشافة الإسلامية العملية أشرف على انطلاقها رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مغنية نبّه من خلالها شيوخ وأئمة مساجد بلدية مغنية ساكنة مدينة مغنية من الخروج من بيوتهم، حماية أولادهم وعائلاتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، كما اغتنم الأئمة توجيه رسالة إلى التجار عدم احتكار السلع والرفق بالعائلات خاصة منها ميسوري الحال. و قد وجه شكره لكل شباب مدينة مغنية الذي بادر بعملية تنظيف وتعقيم الأحياء والتجمعات السكنية بمغنية على غرار حي بلال الذي بادر بهذه العملية الدالة على الحس المدني، كما ثمن قرار الوزير الأول المتعلّق بانطلاق عملية تأطير وتنظيم الأحياء، القرى والتجمعات السكانية. ولهذا الغرض تم تفويض رؤساء المجالس الشعبية البلدية تحت إشراف رؤساء الدوائر والولاة المنتدبون، للقيام بمهمة التعبئة، في شكل لجان محلية، المنتخبون المحليون، جمعيات الأحياء، القرى والأعيان، والجمعيات الولائية الفاعلين في مجال التضامن والعمل الإنساني بما في ذلك المكاتب المحلية للهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية. مركز التكوين المهني مغنية 2 يتطوع لخياطة 5 آلاف كمامة تتواصل أشغال عملية انجاز الكمامات الطبية للمساهمة في الوقاية من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد بمركز التكوين المهني والتمهين مغنية2 تحت إشراف مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية تلمسان، في أجواء يسودها الإصرار و التحدي لانجاز الآلاف من الكمامات الطبية. وقال مدير مركز التكوين المهني والتمهين مغنية02 السيد «جودي سليمان» في تصريح خص به «الجمهورية»، إن هذه المبادرة جاءت باسم التضامن والمساعدة في هذا الظرف الاستثنائي، وبالنظر إلى الاحتياج المتزايد للكمامات الطبية للوقاية من عدوى الفيروس، ملفت إلى كون المركز بادر منذ مطلع الأسبوع الماضي، بتوفير المادة الأولية، ثم تجنيد كل ورشات الخياطة التابعة للمركز، التي سجلت انطلاقة العملية التضامنية، ثم توسيعها للفرع المنتدب ببلدية االسواني الحدودية التابع للمركز، حيث ينتظر خياطة ما يفوق ال 05 آلاف كمامة مع إخضاعها للتعقيم بعد منحها للمصالح الصحية بولاية تلمسان التي سوف تتكفل بتعقيمها وفق المعايير المعمول بها، يؤكد محدثنا، موضحا أنه سيتم الشروع في عملية توزيع الكمامات بالمجان على مديرية الصحة، وقطاعات عمومية تعرف نقصا في هذه المادة، مع التأكيد على أن عملية الخياطة تتم في منازل الخياطات من طرف متربصي الخياطة بعد تعليمهن عملية الخياطة تحت إشراف إطارات وأساتذة المركز وفق المقاييس المحددة حفاظا على الحجر المنزلي.