أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد, هذا الثلاثاء عزم الدولة على تعزيز الدور المنوط بالمدرسة و الجامعة, استجابة لمتطلبات التنمية و حاجيات الاقتصاد. و في كلمة له بمناسبة إطلاق البث التجريبي لقناة "المعرفة", تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للطالب, شدد الوزير الأول على أنه يتعين على المنظومتين التربوية و الجامعية على السواء, "مواكبة التطور في مناهج التحصيل العلمي" و هذا من خلال "الاعتماد على الطرق و الوسائل التي تتيحها تكنولوجيات الاعلام و الاتصال, بما يمكن مدارسنا و جامعاتنا من مسايرة التطور السريع للعلوم في عالم اليوم". و في هذا الإطار, عرج السيد جراد على قرار رئيس الجمهورية بإنشاء قناة تلفزيونية جديدة بالتزامن مع إحياء اليوم الوطني للطالب, بهدف "تلقين المعارف و الثقافة العامة و تقديم دروس في كل التخصصات لفائدة الطلبة و تلاميذ مختلف الأطوار, لا سيما أقسام الامتحانات النهائية. و تمثل قناة "المعرفة" المفتوحة على العالم "الفضاء الذي تتمحور فيه و تتعزز المعارف و الثقافات العالمية و تتبلور الأفكار حول الإطار المعيشي للمجتمع و رهانات المستقبل و تحدياته". و تتلخص المهام المنوطة بهذه القناة الجديدة في "السماح بتعميم المعارف و نتائج البحث و خيارات الخبراء و رفع مستوى الالتحاق بالدراسات الجامعية" بالإضافة إلى "تقديم محتوى بيداغوجي مرجعي لمختلف الشعب و طرح استجوابات حول رهانات المجتمع", يقول الوزير الأول. و علاوة على كل ما سبق, تحمل القناة المذكورة بعدا جواريا, في نقلها للمعارف, حيث من شأنها السماح بتبادل الأفكار بين رجال العلوم و الثقافة و الباحثين و المقاولين. و في هذا السياق, حرص السيد جراد على الإشادة بجهود كل من ساهم في إطلاق هذه القناة المعرفية في "وقت قياسي". وبخصوص اليوم الوطني للطالب, المصادف ل 19 ماي من كل سنة, ذكر الوزير الأول بأن هذا التاريخ من أهم المحطات التاريخية للكفاح الوطني من أجل استعادة الاستقلال, فضلا عن كونه "تعبيرا عن المشاركة القوية و الفعالة للشبيبة الجزائرية في مجريات حرب التحرير الوطني و التزامها الكامل بمبادئ ثورة اول نوفمبر المجيدة". كما استذكر السيد جراد المسار الذي قطعه الطلبة الجزائريون الذين اقدموا عام 1956 على ترك مقاعد الجامعات و الثانويات و مقاطعة الدروس, مضحين بذلك بطموحاتهم و آمالهم الشخصية من أجل الالتحاق بصفوف الثورة إلى جانب المجاهدين من شتى فئات المجتمع. و يعد هذا التاريخ, مثلما أكد السيد جراد, "فرصة بالنسبة لطلاب اليوم, لاستلهام القيم التي آمن بها أسلافهم و ضحوا من أجلها بالنفس و النفيس", و هذا حتى يؤدوا بدورهم, ما عليهم لصنع مستقبل الجزائر و بناء الاقتصاد الوطني و تأطير الدولة الجزائرية, من خلال المثابرة على اكتساب المعارف و العلوم العصرية و التكنولوجية.