تعتبر معركة المقطع الشهيرة منعرجا مهما في تاريخ جهاد و مقاومة الأمير و جيشيه ضد الإستدمار الفرنسي الغاشم، هذه المعركة التي دارت راحاها يوم 28 جوان 1835 بين جيش الأمير عبد القادر و جيش الجنرال «تريزل» و التي حقق فيها جيش الأمير نصرا ساحقا سجل بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ و باعتراف جيش العدو الذي كان من أقوى جيوش العالم آنذاك، حيث خلد هذا النصر كثير من المؤرخين في كتاباتهم التي وثقوا فيها لشهداء المعركة وموقع دفنهم، ومن بين هؤلاء المؤرخين الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الشڨراني في كتابه» القول الأوسط في أخبار بعض من حل بالمغرب الأوسط « و الذي وثق فيه لعملية دفن شهداء جيش الأمير بأرض المعركة في قوله (..ثم ان الأمير أمر بجمع الغنائم و دفن المجاهدين و إرتحل إلى سيڨ)، نفس الأمر ذكره ايضا المؤرخ الكبير المهدي البوعبدلي في كتابه « تاريخ المدن» عند تطرقه إلى واقعة المقطع (و قد اكتشفت مقبرة الشهداء مند سنوات على حافة الوادي) حيث أكد عدة باحثين معاصرين أن معظم الشهداء معركة المقطع مدفونين بالأرض التي جرت عليها المعركة، بإستثناء بعض القبائل القريبة التي نقلت رفات شهداء إلى حيث تقيم، حيث قام عدد من الباحثين الجامعيين المختصين في تراث الولاية بزيارة هذه المقابر الشاهدة على اليوم التاريخي و المتواجدة بالأراضي التي جرت عليها المعركة و التابعة حاليا لإقليم بلدية مرسى الحجاج بولاية وهران، غير أنه حسب المختصين لا زال هناك عمل كبير ينتظر الباحثين لكشف و معرفة التاريخ الحقيقي لهاته المقابر قصد إبراز تضحيات و بطولات الأجداد، خاصة و أن معركة المقطع يعتبرها الفرنسيون من أكبر الهزائم أثناء حملات احتلال الجزائر الأولى و أدت إلى الاعتراف بالأمير عبد القادر كقائد عسكري و بدولته في الجزائر.