تعرضت مقبرة شهداء معركة المقطع الشهيرة، الواقعة بدوار الشواشة ببلدية مرسى الحجاج شرقي وهران، لانتهاك فظيع، حيث قامت الكلاب والحيوانات بنبشها جراء انتهاك حرمتها بمحاريث فلاحي المنطقة ما أدى إلى بروز رفات المدفونين، حيث انتشرت الجماجم وهياكل الموتى الشهداء في المنطقة بشكل مريع، وهو ما تسبب في سخط سكان المنطقة على السلطات المحلية بسبب إهمالها لهذه المقبرة التاريخية وتركها عرضة للكلاب والدواب التي انتهكت حرمة شهداء إحدى المعارك الشهيرة التي قادها الأمير عبد القادر ضد المستعمر الفرنسي، والتي راح ضحيتها حوالي 500 شهيد تم دفنهم في هذه المنطقة التي دارت رحى المعركة فيها. وقد وقفت "البلاد" على الانتهاك الصارخ لرفات الشهداء وإهمال لأحد أهم معالم الكفاح ضد الاستعمار، حيث خرج الأمير عبد القادر من هذه المعركة مظفرا بالنصر ما أدى إلى اعتراف الفرنسيين بالأمير كقائد عسكري وبالدولة الجزائرية، حيث تناثرت الجماجم والهياكل العظمية في أماكن متفرقة. وحسب بعض فلاحي المنطقة، فإن سبب هذا الإهمال يرجع إلى تقاعس السلطات المحلية وإهمالها لهذا المعلم التاريخي، حيث لم تقم بتسييجه وتحديد معالمه، وهو ما تسبب في أن طالت محاريث الفلاحين للمقبرة عن غير قصد، لتقوم الكلاب الضالة والحيوانات بنبش القبور واستخراج رفات الشهداء. وأكد السكان أنهم ناشدوا السلطات المحلية في العديد من المرات لإيلاء المقبرة الاهتمام اللازم على اعتبار أنها رمز تاريخي، لكن المسؤولين المحليين تقاعسوا ولم يستجيبوا لنداءات المواطنين المتكررة. كما راسل السكان وجمعيات بالمنطقة رئاسة الحكومة بخصوص انتهاك حرمة التاريخ، وتلقوا ردا، تحوز "البلاد" نسخة منه، يؤكد أنه تم تحويل المراسلة إلى وزارة المجاهدين للتكفل بالأمر، لكن لم تظهر أي استجابة فعلية لنداءات السكان وتركت المقبرة التاريخية عرضة للإهمال وأصبحت رفات الشهداء بين مخالب الكلاب الضالة والحيوانات.