الوضع في ليبيا الشقيقة متوتر للغاية وينذر بانفجار حرب إقليمية على حساب الشعب الليبي ووحدته وأمنه واستقراره ومستقبله فحكومة الوفاق المعترف بها دوليا و المدعومة من تركيا التي يربطها بها اتفاق امني فبعد ان فكت الحصار عن العاصمة طرابلس الذي دام 14شهرا كاملة وتمكنت من استرجاع مدن الجهة الغربية ومنها ترهونة وقاعة الوطية الجوية تشترط خروج قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية لفك سيطرته عن الهلال النفطي لوضع حد نهائي لمنع تصدير النفط الذي كبد الدولة الليبية أكثر من7مليار دولار وتؤيدها تركيا وذلك للموافقة على قيام هدنة بين الطرفين بينما يصر الجنرال حفتر المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر التي تهدد بالتدخل العسكري في ليبيا وقد أخذت تفويضا من البرلمان المصري وتلقت دعوة للتدخل من برلمان طبرق ورؤساء قبائل ليبية واعتبر الرئيس المصري سرت وقاعدة الجفرة خطا احمر وهناك وجود روسي على الأرض عن طريق مرتزقة مؤسسة فاغنر كما رفعت فرنسا من لهجتها وقال رئيسها ايمانويل ماكرون ان الصراع في ليبيا يهدد امن أوربا وطلبت الاتحاد الأوربي بالتحرك وهناك تخوف من الوجود التركي والروسي في ليبيا القريبة من أوربا ويبدو أن أمريكا وايطاليا تدعمان الموقف التركي وإمام هذا الصراع الدولي المحتدم بالقرب من حدودنا الشرقية وفي منطقتنا المغاربية بدأت الدبلوماسية الجزائرية في التحرك من اجل تفادي اندلاع الحرب وإيجاد حل سياسي للازمة الليبية وقد جددت دعوتها للأشقاء الليبيين من اجل الاجتماع في الجزائر للتحاور والخروج بحل تفاوضي وأكدت أنها تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا ملتزمة بالحياد الايجابي لتكون وسيطا نزيها مستفيدة من خبرتها وتجربتها في حل الصراعات الداخلية كما حدث في الجزائر بقانون المصالحة وفي دولة مالي أيضا وقد استنكر الدعوة إلى تسليح القبائل الليبية نظرا لخطورتها على ليبيا ووحدتها الترابية والشعبية لانه سيوسع الحرب الأهلية بين القبائل نفسها وهذا ما تخشاه الجزائر التي اعتبرت طرابلس خطا احمر وقد ازداد الضغط السياسي والإعلامي على الجزائر في الأيام الأخيرة قصد دفعها لاتخاذ موقف أكثر قوة ووضوح وروجت أخبار أنها ستقف ضد تركيا وأخبارا أخرى حول وقوفها عسكريا ضد مصر إذا تدخلت في ليبيا وهو ما نفته وزارة الدفاع بشكل قاطع والحقيقة أن سياسة الجزائر واضحة وثابتة وتتمثل في احترام دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتفضيل الحوار والحل السلمي والسياسي للنزاعات وتغليب أسلوب الحوار والمناقشة والمفاوضات التي لابد منها في النهاية ولهذا يجب الإسراع في تبني المقاربة الجزائرية في حل الأزمة الليبية.