بعد الكارثة البيئية التي شهدتها بحيرة «أم غلاز» التابعة لدائرة وادي تليلات، التي أدت إلى نفوق العديد من أسماك «الشبوط»، ها هو السيناريو يتكرر، مرة أخرى في بحيرة تيلامين الواقعة بدائرة قديل بنفس المعطيات ونفس النتائج الكارثية، إذ تحولت هذه المنطقة الرطبة إلى مصب للمياه القذرة، الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد كبير من الأسماك والطيور النادرة على غرار «النحام الوردي»، المشهود عنه باستعراضاته الرشيقة على مياه هذه البحيرة التي تعد ثاني أكبر بحيرة لتجمع هذا النوع من الطيور، بعد سبخة «الزمول» بأم البواقي الوضعية الكارثية التي ألت إليها بحيرة «تيلامين» التي تبعد 10 كيلومتر عن مدينة وهران دفع بالعديد من الجمعيات البيئية المختصة في حماية المحيط إلى دق ناقوس الخطر والاستنجاد بالسلطات الولائية، للحد من هذه الكارثة بسبب تحويل قنوات الصرف الصحي لسبعة بلديات، إلى هذه البحيرة مما جعلها مصدرا حقيقيا للروائح الكريهة، على بعد مسافة قليلة جدا وفي هذا السياق أكد رئيس جمعية حماية المستهلك ومحيطه، أن مشكل التلوث ينذر بخطر كبير ويهدد الأسماك والطيور النادرة، مؤكدا أن المعضلة التي تعاني منها السبخة ليس وليد الحاضر، وإنما منذ سنوات طويلة دون ان يحرك احد ساكنا، وحسبه فإن ما يهدد بقاء هذه البحيرة وطيورها، هو التلوث القادم من قنوات الصرف الصحي لمنازل البلديات المجاورة، والذي نجم عنه نفوق الحيوانات والأسماك على حد سواء، زيادة على تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من هذه البحيرة، أما عن بعض السكان فقد أشاروا إلى أن هذه ليست كارثة بيئية وإنما جريمة حقيقية في حق هذه الطيور، التي لطالما رقصت وقفزت على مياه وضفاف هذه السبخة وهي اليوم تستنجد وتصرخ من أجل البقاء. وفي هذا الإطار أشار رئيس دائرة قديل إلى أن هذا المشكل يعد كارثة بيئية حقيقية، لاسيما أن سبع بلديات تصب قنوات صرف المياه القذرة في البيحرة، على غرار : بن فريحة وحسيان طوال وحاسي بن عقبة وحاسي مفسوخ وقديل، بما في ذلك المنطقة الصناعية لحاسي عامر. وقد تم وضع تقرير خاص بحجم هذه الكارثة للسلطات الولائية، التي وعدت بإنجاز محطة خاصة لتصفية المياه القذرة، مشيرا إلى أن هذا المشروع الهام يدخل في اطار البرنامج القطاعي الذي يحتاج الى أغلفة مالية ضخمة. هذا ونشير إلى أن هذه البحيرة تعد محمية دولية حسب اتفاقية «رمسار» وعليه لابد من الإسراع في حل المشكل وحماية هذه السبحة وما تضمه من النباتات والطيور والأسماك.