- تدفق مياه الصرف الصحي للمنازل والمصانع يهدد البحيرة رغم مرور سنة كاملة على حادثة، نفوق الآلاف من الأسماك ببحيرة أم غلاس» الواقعة شرق الولاية، بوادي تليلات إلا أنه لم يتغير شيئا، من النقاط السوداء المسجلة، بهذه المنطقة الرطبة، لاسيما فيما يتعلق بالتدفق الكبير لمياه الصرف الصحي، للسكنات المجاورة والأطنان من الأوساخ المترامية، على جوانب هذه البحيرة، من الجهة الأمامية وتحديدا بمنطقة التوميات التابعة لوادي تليلات. هذا ما وقفت عليه أمس جريدة «الجمهورية» لدى قيامها بزيارة ميدانية، تزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للبيئة، التي أشرف عليها الأمين العام للولاية، ومديرة البيئة والسلطات المحلية، على مستوى هذه البحيرة، وفي هذا السياق أشارت مديرة البيئة إلى أن هذه البحيرة، وبعد حادثة نفوق الأسماك بها، شهدت نوعا ما تحسنا كبيرا، بسبب بعض العوالق والأسماك الصغيرة، التي لها قدرة كبيرة على التنقية والتصفية، وغيرها من الظواهر الطبيعية الكفيلة، بإعادة البحيرة إلى سابق عهدها، لكن مع هذا يظل مشكل تدفق المياه القذرة القادمة، من المنازل المجاورة ببحيرة أم غلاس، قائما مهددة بكارثة ايكولوجية، خطيرة في انتظار التجسيد الميداني، لإنجاز محطة تصفية المياه القذرة، بهذه البحيرة مشيرة إلى أن نفس المشكل، تشهده أيضا منطقة «تيلامين»، بسبب تدفق المياه الصرف الصحي، مباشرة في هذه البحيرة، الأمر الذى يستوجب الاستعجال، في إنجاز محطة التصفية، بهذه البحيرة للقضاء على هذا المشكل، وحسبها فإن الخطر لا يكمن فقط، في تدفق المياه الصرف، في هذه المكان وإنما أيضا في الانتشار الكبير للمفرغات العشوائية، وغيرها من النقاط السوداء التي شوهت المنظر العام، لهذه المناطق الرطبة، وحسب مديرة البيئة فإنه بمجرد إنجاز محطات التصفية، لمنطقة «أم غلاس» بوادي تليلات، فإن هذه الأخيرة ستصنف ضمن محمية طبيعية طبقا لإتفاقية «رمسار»، وحسب ذات المتحدثة فإنه بإزلة هذه النقاط السوداء، فمن الممكن أن تبرمج في المناطق الرطبة، على غرار بحيرة «تيلامين» عدد من المشاريع السياحية التنموية، كفيلة بإثراء خزينة الدولة في القطاع السياحي وفي ذات السياق أشارت مديرة البيئة إلى أن اللجنة الولائية المكلفة، بحماية البيئة والمحيط، أصدرت أكثر من 40 إعذارا و4 قرارات بغلق الشركات والمؤسسات المخالفة للتدابير المنصوص عليها، في دفتر الشروط المتعلقة، بعدم إنجاز أصحابها لمحطات التصفية، لتجنيب تدفق السوائل والمواد الكيميائية، وحسبها فإن هذه المخالفات التي أصدرتها الجهة المعنية، جاءت بعد خرجات ميدانية، التي قام بها أعضاؤها، حيث تم إصدار المخالفات السالفة الذكر، منها 13 مخالفة تتعلق بالشركات والمؤسسات الناشطة، على مستوى وادي تليلات، مع غلق مصنعين لا يحترمان التعليمات الخاصة، بتصريف المخلفات الصناعية، وفي نفس الموضوع أشار رئيس جمعية «شفيع الله» لتربية الحيوانات وحماية البيئة والطيور، إلى أن مشكل تدفق المياه القذرة، لا يسجل فقط في بحيرة «أم غلاس»، التي تشهد كارثة طبيعية، وإنما أيضا في تدفق مياه الصرف الصحي، بعدد من المناطق على غرار كناستيل، و«كوفا لاوا» وغيرها من المواقع التي باتت تشكل خطرا كبيرا، على البيئة والمحيط، لاسيما وأن هذه القنوات الخاصة بالصرف، حوّلت مباشرة إلى مياه البحر. وحسب رئيس الجمعية، فإن الوضعية البيئية بالولاية، تحتاج إلى التفاتة حقيقية من قبل المسؤولين، بإزالة جميع النقاط السوداء، التي شوهت المنظر العام للمدينة، منها قنوات الصرف المنزلي، التي تصب في عرض شاطئ «الفردوس» بعين الترك، الأمر الذي يستوجب تضافر الجهود، لإيجاد حلول ناجعة، مضيفا بأن بحيرة «تيلامين» بوادي تليلات تحوي أكثر من 50 طيرا، إلى جانب العديد من الحيوانات والنباتات النادرة، وحاليا هذه المنطقة الرطبة مهددة، ليس بمخلفات قنوات الصرف، وإنما أيضا بالرعي العشوائي، مشيرا في ذات الموضوع إلى أن جمعيته قامت بإعداد تقرير أسود، إلى الجهات المعنية لتدارك النقائص المسجلة بالولاية، لكن لحد الآن لا حياة لمن تنادي، أما عن الجمعية البحرية البيئية «بربروس» فقد أشار أمينها الولائي السيد شاقوري محمد الأمين إلى « أن مشكل تدفق المياه ليس وليد اليوم، وإنما مشكل قائم منذ سنوات، ورغم التقارير التي وضعتها الجمعية، لكن دون جدوى لاسيما ما يتعلق، بتلك النقاط السوداء، مشيرا إلى أن الحملات التطوعية التي يقوم بها أعضاء الجمعية، يتم من خلالها جمع 20 إلى 30 كلغ يوميا، من المواد البلاستيكية وغيرها، وحسبه فإن على الجهات الوصية توحيد الجهود والتنسيق، فيما بينها للقضاء على هذه النقاط السوداء. تزامنا مع احتفالات باليوم العالمي للبيئة المصادف ل5 جوان من كل عام، أشرف الأمين العام للولاية، ومديرة البيئة والحماية المدنية، العديد من الجمعيات ببحيرة «تيلامين»، على تجسيد مشروع خاص بزرع أسماك «الشبوط» و«قمبيزا» اللذان يعيشان بهذه البحيرة، في بعض المسطحات المائية المتواجدة، على مستوى بعض الحدائق، التي تستقبل العديد من الزوار، منها : الحديقة العمومية والمتوسطية.. وغيرها، من المحيطات المائية الاصطناعية، وفي هذا الصدد أشارت مديرة البيئة إلى أن عملية استزراع هاذين النوعين من الأسماك يسمح بالقضاء على يرقات البعوض، هذا ونشير إلى أن عملية تحويل هذه الأسماك، من بحيرة «تيلامين» إلى المسطحات المائية المذكورة آنفا، ساهمت في إنجاحها الوحدة البحرية للحماية المدنية، التي قامت بتأمين عمليات الصيد، علما أن هذا المشروع، الذي يعد الأول بالجهة الغربية، قد برهن نجاحه في تجاربه الأولية، التي أشرف عليها أساتذة وباحثين من الجامعة، محمد بوضياف بإيسطو، حيث تم استزراع عددا من أسماك «الشبوط» من هذه البحيرة إلى الحديقة المتوسطية، وحسب مديرة البيئة فإن نجاح التجربة دفع مصالحها، إلى إعادة بعث هذا المشروع من جديد، وفي نفس الموضوع، أشارت إلى أن تقرير خاص أعدته مصالحها حول مختلف النقائص المتواجدة بمختلف مناطق الولاية.