"عرس الشيطان"،" سر البيت المفتوح"،" عرس في زنزانة"،"حديث القبرة " وتشكل هذه العناوين رباعيا جميلا مترابطا بشكل ما، فمن عرس الشيطان الذي يدل على الفرح مع التمرد إلى عرس في الزنزانة الذي يحيلنا إلى الفرح مع الحزن،فرح مقيد،و بينهما سر البيت المفتوح هذا العنوان الذي يثير الدهشة حين يزاوج فيه القاص سعدي صباح بين السر وبين مخبئه المفتوح على مصراعيه،وهو عنوان يستحق قراءة المختصين في النقد، ليفاجئنا القاص بعنوان جميل مستوحى من فسحة البادية بكل تفاصيلها الجميلة وما القبرة إلا رمز للانطلاق في الفضاء الواسع من بوادينا المطرزة بكل ما هو جميل وماتع، ف "حديث القبرة" وهو مؤلفه الرابع والذي صدرت عن دار خيال للنشر والتوزيع والترجمة، الكتاب يمتد على 220 صفحة،تعانق سيرة معطرة برائحة البوادي،حيث سرد فيها القاص بعض ما خبأته ذاكرته من حياة آبائه وأجداده،و حياة سكان البوادي بما عرفته من حل وترحال ومن شدة ورخاء، معرجا على وصف تلك الحياة وصفا دقيقا مبديا بساطتها ومواطن جمالها ومتعتها،فحديث القبرة،هو فسحة من الإفصاح الجميل عما تخلل حياة القاص في طفولته من أحداث وما قام به من مغامرات،جعلت منه يعشق البادية ويتغنى بها و يستمد منها طاقته الإبداعية بشكل متميز،وهو أيضا تجوال بالقارئ الكريم في جنبات الأرض الواسعة مستأنسا بمناظر الطبيعة وأصواتها وما يطرزها من كائنات متنوعة تضفي على الحياة البسيطة متعة أخرى. "حديث القبرة" يصنف ضمن أدب السيرة،جاء بأسلوب ماتع ولغة شعرية منسابة هي امتداد لصفاء الطبيعة في البادية التي تدور أحداث المنتج في حضنها، كما أن كاتبه يتميز بكونه ابن بيئته الذي مازال وفيا لها ولصيقا بها روحيا وجسديا بعيدا عن بهرجة المدينة وزخرفها وفوضاها. لذلك سيكتشف القارئ الكثير من المغامرات والمجازفات في هذه السيرة التي يكون بطلها سعدي صباح قاصا وإنسانا. فهنيئا للقاص وهنيئا للقارئ و للمكتبة الجزائرية والعربية وهنيئا لنا أيضا بهذا المولود الجديد.