الاتحاد الافريقي الذي تأسس سنة2002خلفا لمنظمة الوحدة الإفريقية ليكون أكثر فعالية في الصراعات والمشاكل والكوارث التي تعاني منها شعوب القارة المغلوبة على أمرها وليعطى دفعا قويا للتعاون بين الدول المنضوية تحته والبالغ عددها 55دولة ويكون منطلقا لإقامة الولاياتالمتحدة الإفريقية تحت رئاسة حكومة إفريقية تمثل الجميع ويضم مؤسسات وهيئات منها البرلمان الافريقي والمحكمة الافريقية ومجلس السلم والأمن وعملة موحدة ومنطقة حرة للتبادل التجاري وقد وضع له أهدافا طموحة ترمي لتحقيق الوحدة والتضامن أكثر بين الشعوب والبلدان والدفاع عن السيادة والاستقلال لكافة الدول الإفريقية والتعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لإفريقيا وتعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة وتوطيد النظام الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية والحكم الرشيد وحماية حقوق الإنسان وفقا للميثاق الإفريقي لحقوق الانسان وحدد له مبادئ أيضا تنص على المساواة والترابط بين الدول الأعضاء واحترام الحدود الموروثة من الاستقلال ومنع استعمال القوة والتهديد بين الأعضاء وحق الاتحاد في التدخل في شؤون دولة عضو فيه عند وقوع ظروف خطيرة مثل جرائم الحرب وحرب الإبادة مهام عديدة ترافقها آمال عريضة وجد الاتحاد الإفريقي نفسه ملزما للقيام بها سرعان ما بدأت تتلاشى مع مرور الأيام والشهور والسنوات وفقدان الحماس والاصطدام بواقع القارة المعقد التي تعاني من التخلف والتدخلات الأجنبية والنزاعات والصراعات الإثنية والسياسية ورغم الحماس الذي ميز السنوات الأولى وتم التعبير عنه في القمم السابقة فقد ظهر الضعف والاضطراب والتناقض في قرارات الإتحاد حول بعض القضايا المهمة منذ 2016حينما عبر المغرب عن نيته في الانضمام إلى الاتحاد بعد انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984وأرفق ذلك بحملة دعائية ضد الحكومة الصحراوية العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي محاولا طردها بدون وجه حق لكن محاولته باءت بالفشل وقد انضم رسميا للاتحاد في 30جانفي 2017وكان يجب على الاتحاد الزامه إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية تطبيقا للوائح الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وذلك كشرط لقبول انضمامه لكن الاتحاد الافريقي لم يفعل ليجد نفسه الآن أمام نزاع مسلح دون أن يتحرك علما أن مصر تترأس الاتحاد الافريقي منذ 30جانفي 2019ووضعها السياسي الداخلي لايسمح لها بالتحرك كما أن قضية سد النهضة لا تسمح لها بالتدخل في الصراع المسلح في اثيوبيا بين الحكومة الاتحادية وإقليم تيغراي بينما استطاعت الجزائر عند ترأسها للمنظمة الافريقية انهاء الحرب بين إثيوبيا وايريتريا وإحلال السلام بينهما الذي ما يزال مستمرا ويبدو أن الاتحاد الافريقي يحتاج إلى قيادة قوية ومقبولة من جميع الأعضاء وقادرة على التحرك وفي انتظار حدوث ذلك يكفيه دور المتفرج فلا يهش ولا ينش ولا يحرك ساكنا .