نظمت أول أمس دار الثقافة لولاية عين تموشنت "عيسى مسعودي "معرضا خاصا بمناسبة الذكرى الثامنة لتصنيف الشدة التلمسانية ضمن التراث العالمي، وذلك بمشاركة العديد من العارضين الذين قدموا تشكيلة منوعة من هذا اللباس التقليدي الذي يبقى شاهدا على التراث اللامادي للجهة الغربية من الوطن، خاصة ولاية تلمسان... وحسب العارضين فإن الشدة التلمسانية هو لباس تقليدي جزائري من الغرب الجزائري ومن تلمسان بشكل خاص، حيث يخصص للعروس عند خروجها من بيت والديها متوجهة نحو البيت الزوجي أي يوم زفافها ، وهو يزن في غالب الأحيان 15 كلغ، لأنه مُرصّع بعدد كبير من المجوهرات ذات الأشكال و الأوزان المختلفة، كما أنه مطرز بخيوط ذهبية، وقد صنفت الشدة التلمسانية من قبل المنظمة العالمية لليونسكو كتراث لا مادي للإنسانية سنة 2012 لقيمته التاريخية والجمالية والحضارية ،.. وفيما يخص طريقة لباسه، فهناك من تختص في ذلك، وتتكفل بإلباسه للعروس يوم زفافها، وهي عملية صعبة تتم عبر مراحل لا يتقنها إلا المحترفون في ذلك ، وتعد الشدة من أفخم الألبسة التقليدية التي ترتديها العروس وهو يتكون من 12 قطعة متناسقة ، أبرزها البلوزة والقفطان والشاشية والفوطة ، وأكثر من 50 صنفا من المجوهرات التقليدية المحلية المصنوعة بتلمسان، ويصل سعره إلى أكثر من 3 آلاف يورو وتستغرق مدة خياطته أكثر من 4 أشهر . .. وقد تباينت الروايات عن سبب تسمية هذا اللباس التقليدي باسم "الشدة" ، فهناك من يقول أن السبب يكمن في كون الحلي والمجوهرات المرصعة تضفي عليه لمعانا شديدا ولذلك أطلق عليه اسم "شدة"، بينما يؤكد آخرون أن السبب هو أن خيوطه ومجوهراته مشدودة ومتماسكة ببعضها البعض بقوة وشدة ، في حين راحت رواية أخرى لإحدى السيدات تقول أن لباس هذا الزي التقليدي هو بمثابة اختبار للعروس على مدى صبرها لشدة ثقل اللباس الذي يزن 15 كلغ منذ خروجها من بيت والديها وصولا إلى بيت زوجها..