ألا يعلم الغرب أن أوراق ما كان يتوهمه اعتمادا للتدخل في شؤون الغير قد سقطت و تم كنسها إلى مزبلة التاريخ ، فحقوق الانسان و حماية الأقليات وضمان حرية المعتقد و ممارسة الشعائر وشرعنة الممارسة الإعلامية ودسترة قيمها والفصل بين السلطات وتداول الحكم و نزاهىة العدالة واستقلاليتها والحق في تأسيس الأحزاب وترقية المجتمع المدني وإعطاء الآليات الكفيلة بمعارضة قوية تحاسب وتراقب السلطة الحاكمة ضمن إجراءات وأطر محددة والرفع من قيمة المواطنة فوق أي انتماء عرقي أو اختلاف لساني أضحت معالم وعناوين ساطعة في الجزائر لا ينكرها إلا جاحد أو حاسد أو حاقد على سير وطننا بخطوات ثابتة نحو الاستقرار عوض الدمار ، نحو بناء المؤسسات بدل الفوضى « الخلاقة « ، نحو المزيد من المحافظة على أمن المواطنين والممتلكات بدل الانفلات الأمني والإرهاب والتدخلات الأجنبية . لم تكن و لن تكون أوراقكم خارطة طريق لنا ما دامت محاورها وأهدافها المزيد والمزيد من النهب والسلب لمقدرات الشعوب وثرواتها ، لم و لن ننخدع بمساحيق المطالبة بحقوق الانسان و لا بعمليات التجميل لوجه قارة عجوز في تجاعيد تاريخها الكثير من المجازر و المذابح ضد بلدان ذنبها الوحيد أنها تحتوي معادن و خيرات انعدمت في باريس و شقيقاتها . أوراقنا نحن سطر مفرداتها ملايين الشباب والشابات في 22 فيفري بمفردات العزم والتصميم نحو التغيير الآمن و الشامل و المدرك لتحديات المرحلة ورهانات الغد و قبلهم في ذات أول نوفمبر كتب بيانها بكلمات الدم و النضال والتضحيات الملايين من الأبطال من المجاهدين و الشهداء .