لا يختلف اثنان من قاطني المعمورة على أن 2020 كانت سنة صعبة للغاية ارتفع منسوب المرض و الاكتئاب و الخوف و الهلع إلى مستويات قياسية و فاضت من أيامها و شهورها أخبار مبكية و محزنة و كان لجائحة كورونا دور البطولة المطلقة في شل الحياة و تلوين وجهها العابس بألوان التباعد و الحجر القاتمة ، ملايين المصابين و مئات الآلاف من الموتى و خسائر اقتصادية و مالية بأرقام فلكية و إفلاس مؤسسات و تسريح عمال و بطالة انجر عنها عنف و انتحار و تفكك أسري و اكتئاب غرق فيه أشخاص بأعداد لا تحصى . هو وصف لحقيقة مثبتة أركانها بأرقام و إحصائيات أكبر المراكز العالمية ذات الموضوعية و المصداقية العالية تشي بما فعلت كورونا في العالم خاصة في الولاياتالمتحدة و أوروبا و أمريكا اللاتينية و نحن نطلع على تلك الأرقام نكتشف أن حالنا كان أحسن بكثير فبالرغم من أننا فقدنا أحباء و أقارب سرق الفيروس اللعين بهجة حياتهم لا أننا نجحنا في تفادي الأسوأ بفضل مجهودات الجميع حكومة و شعبا و نخص بالذكر الجيش الأبيض الذي قدم الغالي و النفيس لحماية و علاج أبناء هذا الوطن . صحيح أن الفاتورة الاقتصادية الوطنية باهظة للغاية و تكاليف محاربة الجائحة لا زالت آلة الحساب لم تنته من عد أرقامها إلا أنها لم تثن الجزائر من المضي قدما في تجسيد بعض البنود ال 54 التي التزم رئيس الجمهورية بترجمتها على أرض الواقع ابتداء بتعديل دستوري عزز من قيمة الديمقراطية و آليات تطبيقها و منح قوة أكبر لأذرع العدالة للقبض على ممتهني الفساد و تبديد و اختلاس المال العام و رفع من شأن الثوابت الوطنية و دعائم الأمة و جرم بنصوص عقابية أشد لمن يتطاول على رموز الجزائر حفظا للتلاحم الشعبي كما حارب خطاب الكراهية و التمييز العنصري دون أن يخل من حرية الصحافة بعيدا عن القذف و التشهير . كما لم تحل الجائحة من تحقيق بعض المشاريع التنموية لإضاءة مناطق غرقت في عتمة التهميش و الحرمان لسنوات عديدة في انتظار تحسن الوضع الاقتصادي و الصحي لمباشرة برامج أقوى و أنجع و أكثر طموحا و استجابة لآمال الملايين من الجزائريين . كما كان للحركة الجمعوية نصيبا في الإنجازات السنوية بدسترة دور المجتمع المدني في المشاركة في بناء الجزائر الجديدة المبنية على المساواة بين الجميع و منح الفرصة للأحزاب و التشكيلات السياسية بتجديد دمائها و إعادة صياغة طرحها لاستعادة ثقة الناخب و التأسيس لمرحلة عنوانها الرئيسي لا مكان للمال الفاسد في العملية السياسية و في بناء اختيار ممثلي الشعب في مختلف المؤسسات الدستورية . كانت سنة صعبة للغاية اكتظت تفاصيلها بعديد الأزمات إلا أن رهانات و تحديات الجزائر الجديدة كانت أقوى و أمتن و نجحت في تخطي السيناريوهات الأسوأ.