من منظمة الوحدة الافريقية إلى الاتحاد الإفريقي مسيرة لم تكن سهلة لهذا الاتحاد الإقليمي الذي كابد ويلات الحروب الماضية التي كانت القارة السمراء مرتعا لها بفعل الصراعات والنزاعات المسلحة المذكاة كالعادة من قبل الاستعمار البائد الذي لا يحلو له أية غفوة إلا وهو يرى هذه القارة العذراء بمواردها الطبيعية والبشرية تتخبط مثل الذبيحة في يوم النحر.. نقول هذا لأن الاتحاد الإفريقي الذي ولد من رحم المنظمة السالفة الذكر ورث ما تنوء به الجبال من ميراث ثقيل .. أزمة اقتصادية خانقة تدفق للسلاح مثير للدهشة والاستغراب من قبل الجماعات الإرهابية ومن يمولهم عن طريق الفدية الجانية هجرة سرية لأبنائها إلى كل حدب وصوب طلبا للاسترزاق تارة وهروبا من أتون الحروب الداخلية..الأمثلة متعددة ولا تحتاج إلى أي إيضاح. ولهذا مازالت الجزائر تنادي في كل المنابر الإفريقية بوجوب إرجاع إفريقيا للإفريقيين سياسة واقتصادا ونموا كي تكون قاطرة سكتها دون انتظار عطف الآخرين من اذناب الاستدمار الذين يريدون تحويل الاتحاد إلى مطية لقضاء المأرب الخارجية.. وموقف الجزائر لا لبس فيه من باب الالتزام بسياستها الخارجية المبنية على الاحترام المتبادل للسيادة والتمسك بمثل الحرية والعدل والسلم إن قاريا أم عالميا. إفريقيا أم الحضارات وأم الجميع وتريد من جميع أبنائها قادة وشعوبا أن يكونوا في مستوى تاريخها النضالي العظيم لأن زمن العواطف والحزازات قد ولى إلى غير رجعة ليتوطن عصر البراغماتية التي نرغب في أن تستغلها قارتنا في إحداث الطفرة المنتظرة. لا يجب انتظار «غودو» كما يقال لأنه بوجود قوى توسعية طامعة في كل شيء تظل اليقظة سيدة الموقف سواء من القريب أو البعيد ولا أدل على ذلك ما يحدث في الصحراء الغربية المحتلة وهلم جرا من المآسي الإفريقية التي أضحى لزوما إنهاؤها بحلول نابعة من إفريقيا وليس من خارج الديار.