تحي الجزائر اليوم الذكرى 63 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي إختلط فيها الدم التونسي بالدم الجزائري في ال 8 من فيفري سنة 1958، بعد أن قامت قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية في القرية ممّا أدى إلى استشهاد 68 مدنيا من تونسوالجزائر. و تعتبر هذه الذكرى، يوما أليمًا بالنسبة للشعبين الجزائريوالتونسي، بسبب اقتراف الجيش الفرنسي مجزرة وحشية بواسطة غارة جوية، استهدفت مدنيين عزّل من الشعبين الشقيقين بالقرية الحدودية. وتقع ساقية سيدي يوسف على الحدود الجزائريةالتونسية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس في الجزائر إلى مدينة الكاف بتونس، و شكّلت « ساقية سيدي يوسف» منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية في استخدامها كقاعدة خلفية للعلاج واستقبال المعطوبين، وملجأ للاجئين الجزائريين الفارين من الاضطهاد الاستعماري، وبحكم موقعها الحدودي لم تعرف الأمن والاستقرار طيلة سنوات الحرب التحريرية الجزائرية مما جعلها عُرضة لعدة تحرشات فرنسية منذ سنة 1957. وصادف قصف السوق مع حضور عدد هام من الجزائريين إلى القرية لتسلّم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي، لتداهم القرية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا أسراب من الطائرات القاذفة واستهدف القصف المعتمدية والمدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل . تواصل القصف باستمرار نحو ساعة من الزمن مما حوّل القرية إلى خراب وقد بلغ عدد الشهداء الذي سقطوا 68 بين تونسيين وجزائريين منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الابتدائية و9 نساء وعون جمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87 جريحا.