عرفت، الساحة السياسية حركية كبيرة منذ عودة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى أرض الوطن يوم الجمعة الفارط، حيث استقبل يوم أول أمس السبت ثلاث مسؤولي أحزاب وهم على التوالي كل من السادة رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، ليتحاور، أمس، مع كل من رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ورئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، إلى جانب وفد من حزب جبهة القوى الاشتراكية يتشكل من الأمين الوطني الأول، يوسف أوشيش، وعضو الهيئة الرئاسية، حكيم بلعسل. هذه الاستقبالات التي ستتواصل لا محالة لتشمل رؤساء تشكيلات حزبية أخرى وشخصيات وطنية مثل ما عوّدنا عليه الرئيس تبون ، الذي استشار فيما سبق بعض الأحزاب وكذا الشخصيات الوطنية الفاعلة بشأن الدستور، استشارات واستقبالات الرئيس تصب هذه المرّة في إطار التشاور حول مشروع قانون الانتخابات وكذا انشغالات المواطنين والإجراءات العاجلة التي يمكن اتخاذها لرفع الغبن على بعض المناطق التي تأثرت كثيرا بسبب جائحة كورونا. بالإضافة إلى نقاط أخرى تناولها مع رؤساء الأحزاب، حسب ما جاء على لسانهم، كالعجز الذي يعانيه عديد القطاعات وكذا التهديدات التي تمس اختراق السيادة الوطنية بسبب تطاول بعض الأيادي الجزائرية والأجنبية التي قد تكون سببا في مس سيادة الوطن سواء بعلم أو بدون علم وكذا عديد الملفات التي ترفع الغبن عن المواطنين وتنعش الساحة السياسية، بما فيها إجراء انتخابات عاجلة نظيفة وكذا حل البرلمان واستعادة ثقة الشعب للبناء والتصدي للتحديات الكبرى التي تنتظر البلاد والذهاب نحو إرساء قواعد الجمهورية الجديدة. كما، وصف، قادة الأحزاب الذين استقبلوا من طرف الرئيس تبون ، اللقاء، ب «الإيجابي والذي لم ينقطع يوما»، في إشارة منهم لعمل رئيس الجمهورية، الدؤوب من أجل استشارة والاستماع لكل الآراء قبل اتخاذ أي قرار بشأن التحديات الكبرى التي تنتظر البلاد إن على المستوى الداخلي أو الخارجي. كما، أبدوا تفاؤلهم، والتمسوا النية الحسنة والقوة والعزيمة الكبيرة التي يتحلى بها الرئيس تبون من أجل حل الكثير من المشاكل العالقة مستقبلا. كما، يأتي استقباله لمختلف قادة التشكيلات الحزبية حرصا منه على تنشيط وترقية الحياة السياسية بالبلاد، وعملا بمبدأ التشاور في كل القضايا التي تهم المواطن وتمس بصحة وسلامته، كما تأتي مباشرة بعد عودته للجزائر بعد فترة علاج قضاها في المستشفى الألماني ببرلين، وهو ما يبرز المفهوم الحقيقي ل « السرعة القصوى» التي دعا إليها خلال آخر لقاء جمعه مع الوزير الأول، عبد العزيز جراد أين دعا حكومته إلى الانتقال إلى « السرعة القصوى» في التسيير والنهوض بالقطاعات وحل مشاكل المواطنين خاصة ما تعلّق بنقاط الظل، وكذا الساحة السياسية والاقتصادية في البلاد بعد عام عرفت فيه الحياة الاقتصادية ركودا كبيرا بسبب ما خلّفته جائحة كورونا من خسائر مسّت عديد القطاعات.