منذ بداية سنة 1999 شهدت معظم المناطق الريفية الجنوبية خطوات مشجعة لعودة السكان إلى ديارهم ومناطقهم التي هجروها بسبب ما أتت عليها الظروف الطبيعية كالجفاف الذي ضرب مناطق ولاية البيض على امتداد حوالي أكثر من حوالي عقدين من الزمن. وما يلحظه الخاص والعام خلال هذا العقد (1999 2010 ) بأن قطار التنمية مس على وجه الخصوص المناطق الريفية التي عانى سكانها من ويلات الحرمان والإقصاء والتهميش خلال العقود الماضية لذا تنفس الكثير من المواطنين الصعداء وودعوا جزءا كبيرا من المعاناة التي كانت مفروضة عليهم نظرا لقلة الإمكانيات وكذا المشاريع التنموية والطموحة التي تحققت على أرضية الواقع مثلا بدائرة الأبيض سيدي الشيخ على إثر التنمية الشاملة التي حققت جزءا هاما من انشغالاتهم منها العودة القوية لخدمة الأرض وتعمير الأرياف خلال السنوات الماضية وهذا من خلال برامج الدعم الفلاحي التي استفاد منها معظم الفلاحين بمناطق عدة منها منطقة الرقبة الفلاحية ،العقلة ،الجرف ،الزريديب ، أربوات ،عين لعراك ،البنود . وقد تنقلت الجمهورية إلى الكثير من المناطق الريفية واستطلعت انشغالات أغلب المواطنين الذين يزاولون نشاطاتهم سواء عمليات البستنة والرعي بمختلف المناطق بضواحي الأبيض سيدي الشيخ ولم تضطرهم الظروف في السابق مهما كانت للنزوح نحو المدينة في ظل المساعي والإمكانيات التي سارعت بها الدولة لتثبيتهم بتجمعاتهم السكانية المنتشرة عبر مساحة دائرة الأبيض سيدي الشيخ تحدث أحد المسؤولين من هذه الدائرة التاريخية التي يعود تأسيس مدينة مقرها إلى حوالي 1580م حسب أرجح المعطيات بان الدولة خصصت على امتداد سنوات هذه الألفية في إطار التجديد الريفي على مستوى الدائرة التي تضم حوالي 4 بلديات جلها رعوية ريفية منها بلدية البنود وأربوات ،عين لعراك ،والبلدية المقر ....برامج المسماة 350 /2003 أو الخماسي 20052009 التي منحت لها منذ سنة 2003 إلى غاية 2007 حصة حوالي 3032 وحدة سكنية ريفية تم توزيع منها 2886 وحدة وذلك على بلديات الدائرة إذ بلغت حصة بلدية الأبيض سيدي الشيخ الممنوحة لها في إطار البرامج المذكورة 1329 وزعت منها 1267 وحدة والباقي 62 أما بلدية البنود الواقعة في أخر نقطة بخريطة ولاية البيض منحت لها حصة 477 وحدة وزعت على السكان 448 وحدة والباقي 34 وحدة ..ثم بلدية أربوات منحت لها 756 سكن ريفي وزعت منها 706 وحدة والباقي 50 وحدة وفي الأخير بلدية عين لعراك بلغت حصتها من السكن الريفي 476 سكن ريفي وزعت منها 460 وحدة والباقي 10 حيث ساهم السكن الريفي بقدر كبير في تثبيت السكان في تجمعاتهم السكانية نظرا لخصوصيات جل مناطق ولاية البيض المعروفة بطابعها الرعوي الفلاحي. ومع مرور الزمن فإن الكثير من العائلات لا تزال تحافظ على النمط القروي الريفي وحققت لها الوزارة الوصية جملة من المشاريع الهامة لمواصلة تعمير الأرياف التي هجرتها في الوقت السابق منها تحسين الإطار المعيشي كتوفير لوحات الطاقة الشمسية والسكن أين تتواجد إقامتها *المصابيح والتلفزيون بالخيم حتى في الخيم وفي هذا السياق أشار أحد مسؤولي قطاع الفلاحة بالأبيض سيدي الشيخ بان بعض العائلات نجحت من خلال استفادتها من الطاقة الشمسية وحققتها في الإعلام باستعمال جهاز التلفزيون وبغض النظر عن نور المصابيح ... إذ وزعت خلال المدة الأخيرة لوحات الطاقة على الذين يقطنون بعيدا عن الوسط الحضري أي المناطق المحرومة من توصيلات الكهرباء الريفية. وحسب ما أكده محدثنا فقد سجل عزوف ملحوظ لإقبال السكان على اقتناء هذه الخلايا الكهربائية بسبب مساهمة المستفيد بقدر مالي يقدر بحوالي 20 ألف دج والباقي من المبلغ المطلوب تتكفل به الوزارة المعنية لا سيما وحسب ما يقول المستفيدون بان مشاكل قطع الغيار للوحات الطاقوية غير متوفرة على مستوى مناطق دائرة الأبيض سيدي الشيخ حين تتعرض للعطل من جهة ومن أخرى يواجه المستفيد غلاءها حسب نظرهم. حيث تجدر الإشارة بان مساعي كبيرة بذلت في هذا الجانب تحديدا بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ إذ تم إنجاز مشروع الكهرباء الريفية بجل المناطق الفلاحية الريفية على امتداد مسافة حوالي 23 كم مست على وجه الخصوص منطقتي العقلة والرقبة الفلاحيتين بالأخص منطقة الرقبة التي تضم حوالي أكثر من 720 فلاح معظمهم استفادوا من السكن الريفي وحاليا الأغلبية من عائلاتهم تقطن الوسط الفلاحي أمام الإمكانيات التي وفرتها الدولة لتعمير الأرياف وتطويرها عن السابق وحاليا بان ارتياحا كبيرا عرفته العائلات بالأرياف لاسيما القاطنة بالضواحي حيث تدعمت بالطاقة الشمسية والسكن الريفي ومن جهة أخر أمام عودة السكان إلى الأرياف ونظرا لتوسع التجمعات السكانية يطرح الكثير من المواطنين لاسيما الفلاحين توفير المزيد من السكن الريفي وتعميم شبكة الكهرباء الريقية لأن المشكل المطروح هو أن جل الذين استفادوا خلال السنوات الماضية من السكن والدعم الفلاحي ... تضرروا خلال الفيضانات الأخيرة التي أتت على الأخضر واليابس بمعظم المناطق الفلاحية كما هو الوضع بمنطقة الرقبة الواقعة شرق مدينة الأبيض سيدي الشيخ التي تعد مقصدا كبيرا للشباب لخدمة الأرض ومحاربة البطالة وكذلك يتساءل الكثير من الفلاحين في الوقت الحالي عن القائمة الاسمية التي أعدتها منذ حوالي سنتين مضت اللجنة المكلفة بالفلاحة التابعة للبلدية أي في أعقاب تنصيب المجلس المنتخب الحالي الخاصة بالمستفيدين من السكن الريفي تحوز حوالي 161 فلاح يمتهنون البستنة بمختلف المناطق الفلاحية بالأبيض سيدي الشيخ. وقد اطلع على هذه القائمة التي تم تعليقها باللوحات الإشهارية بالأماكن العمومية بالأخص داخل مقر البلدية وحسب ما علمناه في وقت سابق من قبل بعض المنتخبين بان القائمة الأولى خضعت إلى الطعون والتصفية *قائمة لإستفادة 101 فلاح من السكن الريفي ولم يكشف عنها إلى حد الساعة...لذا طال انتظار الفلاحين على الإعلان النهائي على أسماء المستفيدين والمقصيين من السكن الريفي بالرغم من مرور حوالي سنتين على هذه الانشغالات نظرا لحاجات معظم الفلاحين من هذه الإستفادات التي خصصتها الدولة لسكان المناطق الفلاحية الريفية لتعميرها وتشجيع عودة العائلات إلى الأرياف. وبغض النظر عن التكفل الفعلي الذي سارعت به الوزارة الوصية بالقطاع للنهوض به وتحفيز الفلاحين لخدمة الأرض أمام الإمكانيات الضخمة التي تدعم بها قطاع الفلاحة والتنمية الريفية خلال السنوات الأخيرة من خلال التنمية الشاملة التي أقرها فخامة رئيس الجمهورية لتطوير البلاد في شتى القطاعات والميادين ....وحسب ما كشف عنه بعض المنتخبين حول التنمية بالأبيض سيدي الشيخ بان خلافات حادة سادت الأسرة المنتخبة خلال المدة الأخيرة أرهنت بعض القضايا المتعلقة بالتنمية أمام المشاريع الهائلة التي ضختها الدولة لمواصلتها بالأخص مشروع السكن الريفي الذي ينتظره الكثير من الفلاحين بفارغ الصبر بسبب أزمات السكن التي يتخبط فيها معظم الفلاحين. وتجدر الإشارة بان المنطقة تعرضت إلى كارثة حقيقية جراء فيضانات (2008)وأضرت بالكثير من سكانها بالأخص الفلاحين والموالين لاسيما كتلك الخسائر التي مست البنية التحتية للمباني الهشة القديمة التي تأوي نسبة كبيرة من العائلات الفلاحية لذا يعلق معظم الفلاحين أملهم على السلطات المحلية للإسراع في توزيع الحصص التي استفادت منها البلدية خلال سنوات هذه الألفية من العهدة السابقة. ومن جهة أخرى فإن الكثير من سكان البدو الرحل يطالبون بحقهم في السكن لأن معظمهم لا يملك قطعا أرضية للبناء بالوسط الحضري ولا سكنا لائقا وطوال حياتهم عاشوا تائهين في الصحاري محرومين من الكثير من المشاريع التي يحظى بها السكان بالمدينة. وحسب ما أشار إليه احد الرعاة ذات مرة بان منذ الاستقلال إلى يومنا هذا لم يتحصل على سكن والسؤال المطروح من يتذكر هؤلاء المنسيين في الصحاري القاحلة ...وبعيدا عن هذه الانشغالات تطرح حوالي 120 عائلة تقطن أرياف الخنفوسي والجليد والشعالة.... معاناة توصف بغير الإنسانية بسبب العزلة المفروضة على هذه التجمعات السكانية حسب تصريحات ممثليها إذ أن معظم أفراد هذه العائلات غير مسجلين بالحالة المدنية وبدون عقود زواج ...ومحرومين من حقهم في التنمية بهذه المناطق البعيدة بحوالي أكثر من حوالي 200 كم عن مقر دائرة الأبيض سيدي الشيخ والتي تعد من أكبر جيوب المناطق البدوية بالجنوب لا صحة ولا تعليم ولا سكن ريفي متوفر بالمنظور الكافي وما يخفى عن أوضاع هذه العائلات هو أعظم في ظل الرفاهية التي يعيشها أغلب السكان بولاية البيض أمام ما حققته الدولة. وفي الأخير تحدث رئيس دائرة الأبيض سيدي الشيخ خلال الأسبوع الماضي للجمهورية بأن مصالحه أعدت قائمة السكن الريفي التي كانت مطروحة وتشمل حوالي 101 فلاح وأرسلت إلى الجهات الوصية بالبيض للبت فيها ...وللتذكير بأن الأبيض سيدي الشيخ تعد من أكبر الدوائر بولاية البيض امتهانا للرعي لأن جل سكانها يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم الراسخة منذ القدم بالأخص إتباع المعيشة بالأرياف لأن معظم المواطنين يربي الغنم بالحقول ليوفر لعائلته متطلبات العيش ومهما طال زمن التطور والتحضر فإن الأغلبية الساحقة من العائلات لا تنزح نحو المدينة بل تراعي حرفة الأباء والأجداد لاسيما ما تحققه الدولة لتطوير القطاع. وتجدر الإشارة بان مناطق الدائرة ترعى على مساحاتها حوالي أكثر من 500 ألف رأس من الماشية ونسبة كبيرة من السكان تهتم بتربية المواشي بالمراعي والأرياف وأشار أحد رؤساء الجمعيات النشيطة المكلفة بالموالين بأن هذه المناطق تضم حوالي 3000 موال اليوم بحاجة ماسة لدعم مادي ومعنوي للتكفل بهذه الفئة التي نزحت نسبة هامة من عائلاتهم نحو المدن خلال السنوات الماضية بسبب الجفاف "الحطمة " لاسيما خلال سنوات القهر والتهميش ...التي عاشها الموالون قبل عقد الألفية الذي يوصف حاليا بعهدة الرفاهية وعلى أهمية مناطق دائرة الأبيض سيدي الشيخ الرعوية إذ كرمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية خلال موسم حوالي 1985 1986 م أحد كبار الموالين (بلمخفي ) كأحسن مربي وموال بالجهة منحت له ميدالية ذهبية على هذا التقدير ..وهذا يعني بان مناطق ولاية البيض لها المستقبل الزاهر في تربية المواشي وتستحق العناية التامة والدعم المادي والمعنوي للمحافظة على سكان الأرياف وكذا البدو الرحل الذين لهم دور هام في المساهمة في الاقتصاد الوطني أما انشغالات الموالين في الوقت الحالي فتنحصر بالدرجة الأولى في المطالبة بالتعويضات على الخسائر التي تكبدها معظم الموالين جراء الفيضانات الأخيرة التي ضربت مناطق ولاية البيض.