رغم تحسن الظروف العامة عبر ربوع ولاية البويرة خلال السنوات الأخيرة، وانطلاق عجلة التنمية المحلية من جديد في مختلف مناحي الحياة، إلا أن بعض القرى والمداشر تنتظر عودة جميع سكانها الذين هجروها خلال سنوات التسعينيات، مثلما هو الشأن لبعض القرى الواقعة شمال غرب الولاية كقرى الثعالبة، والقطانة، وعمير، وإغزر المال، وقرومة الزاوية، وقلمامة، وبني عنان وغيرها. والشيء الملفت للإنتباه، هو أنه في الوقت الذي شهدت فيه عدة قرى تقع أقصى جنوب الولاية عودة عدة عائلات إلى قراها، واستقرت من جديد وتمارس عدة نشاطات خاصة في المجال الفلاحي، وفي ظل الإمكانيات التي سخرتها الدولة لعودة السكان إلى قراهم، فإن بعض القرى السالفة الذكر مازالت تنتظر عودة جميع العائلات التي غادرت المنطقة ذات يوم من سنوات التسعينيات في ظل المشاريع التنموية التي استفادت بها عدة جهات، خاصة في مجال البناء الريفي الذي تضاعف عدده من سنة إلى أخرى، وحتى قيمة الإعانات للبناء الريفي ارتفعت من 50 إلى 70 مليون سنتيم، فضلا عن فتح مسالك جديدة عبر المناطق الجبلية لفك العزلة وتوفير الكهرباء والماء، خاصة عبر المناطق الشمالية الغربية للولاية. هذه الأخيرة شهدت إنجاز ثاني أكبر سد في الجزائر، المتمثل في سد كدية أسردون، الذي تقدر طاقة استيعابه 640 مليون متر مكعب، والذي سيقضي على أزمة المياه بالمنطقة وحتى الولايات المجاورة وغيرها من الإمكانيات التي سخرت في إطار تحسين الظروف المعيشية للمواطنين عبر القرى والمدن، دون أن ننسى الربط بشبكة الغاز الطبيعي وتوفير النقل الريفي والمدرسي.