- تراجع طاقة الاستيعاب من 1200 إلى 490 سريرا رغم أن مديرية الصحة سبق لها وأن أعلنت منذ حوالي ثلاث سنوات عن مشروع هام يتعلق بإنجاز مستشفى جهوي جديد للأمراض العقلية بمنطقة طافراوي على مساحة تقدر ب 17 هكتارا، والذي أنجزت آنذاك الدراسة الخاصة به. إلا أنه بقي عالقا إلى يومنا هذا وبقيت الدراسة حبيسة الأدراج مع أنه يعتبر جد هام بالنسبة للولاية وحتى الولايات المجاورة، لاسيما وأنه كان بإمكانه أن يوفر 5000 سرير، ويضمن الرعاية الطبية اللازمة للحالات المرضية، التي أصبح المستشفى القديم المتواجد بمنطقة سيدي الشحمي، عاجزا عن التكفل الأمثل بها لافتقاره للمعايير الصحية المتعامل بها، نتيجة اهترائه وقدمه وتصدع أسقفه وجدرانه وتآكلها وهذا بعد سنوات طويلة من الخدمة التي قدّمها ولازال يوفرها للمصابين بالأمراض العقلية والمدمنين على حد سواء. وهو ما أكده مدير المؤسسة الاستشفائية بن دحمة قدور حفيظ، والذي أشار إلى أن المستشفى بحاجة ماسة إلى تفعيل الإجراءات الإدارية الخاصة بترميمه وإعادة تأهيله والتي لا زالت تسير ببطء كبير منذ أزيد من سنة، حتى يتسنى توفير الظروف الاستشفائية الملائمة للمرضى الذين يوجهون إليه من 12 ولاية من الغرب الجزائري، باعتباره ذو طابع جهوي. وأوضح المسؤول بأن المستشفى القديم دخل حيز الاستغلال منذ 1957 بطاقة استيعاب آنذاك تقدر ب 1200 مريض والتي تراجعت حاليا إلى 490 سريرا نتيجة اهتراء وتدهور وضعية بعض الأجنحة والتي تم تحويل المرضى منها وإفراغها كونها مهددة بالانهيار، وهذا منذ ما يزيد عن ال 10 سنوات، وبالتالي أصبح الترميم أمرا ضروريا وجد هام بالنسبة للجهة التي يتواجد فيها حاليا المصابون بالأمراض العقلية والذين يراوح عددهم ال410 مرضى لتفادي تدهورها أكثر مما هي عليه حاليا. علما بأنه حتى اللجنة الوزارية التي حلت بالولاية لمعاينته منذ ما يقارب الثلاث سنوات رفعت تقريرا أسودا بخصوصه، وهذا فيما يتعلق بالاهتراء الذي تعرفه مختلف أجنحته والتي تجعله بحاجة الى إعادة تأهيل كامل وتزويده بالمعدات الطبية الضرورية، التي ينبغي أن تتماشى وظروف العمل بهذه المؤسسة الفريدة من نوعها على مستوى الجهة الغربية من الوطن، مع العلم بأنه حتى الطاقم الطبي العامل بالمرفق الصحي وأولياء المرضى، أضحوا غير قادرين على التأقلم مع الوضع الحالي، الذي يثير استياءهم الكبير ودفع بهم إلى مناشدة الجهات المسؤولة وعلى رأسها الوزارة الوصية بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة، لإعادة الاعتبار للمستشفى في أقرب الآجال. وأشار مدير المستشفى الى أن المشكل الذي يواجهونه، حاليا هو الضغط الكبير المسجل خاصة بالمصلحة التي تضم الاستشفاء الدائم للحالات المصابة بالأمراض العقلية التي يتم تحويلها برخصة من الجهات القضائية، والتي تشكل خطرا كبيرا على المحيط الخارجي وهم ملزمون باستقبالها، حيث يبقى الجناح المخصص لهم غير كاف لعددهم خاصة وأنهم ملزمون بالحفاظ على بعض المعايير بها ومنها ضرورة تباعد الأسرة بين المرضى وهو جانب هام، وأكد أنهم برمجوا جلسة عمل وتنسيق مع وكيل الجمهورية، من أجل إيجاد حل لهذا الانشغال المطروح منذ سنوات بالمصلحة مقارنة بالمصلحة الخارجية وأوضح في ذات السياق إلى أنه من لديهم اقتراح آخر، وهو تحويل مصلحة الإدمان من مستشفى الأمراض العقلية إلى مرفق صحي آخر، لأنهم مقيمون بصفة مؤقتة لحين علاجهم من هذه الآفة، ناهيك عن كون الجناح المخصص لهم والذي يضم 20 سريرا، أضحى غير كاف لاستقبال جميع الحالات التي تتوافد اليهم والتي تصعب من مهام التكفل بهم. فهذه الظروف الصعبة التي يتواجد فيها المرضى والتي يعاني منها حتى الطاقم الطبي والإداري أضحت بحاجة إلى تدخل عاجل من قبل الوالي وحتى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من أجل تحسين ظروف الاستشفاء والقضاء على الغبن الذي يكابده المستشفى منذ سنوات.