يشهد المشهد السياسي في بلادنا هذه الأيام حركية استثنائية خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عن موعد تنظيم الانتخابات التشريعية و هو 12 جوان لتنطلق ماكينة التصريحات السياسية وتدخلات رؤساء الأحزاب في عملية تسخين وتحضير لحملة انتخابية لم يحن بعد أوانها ، و صرنا نتابع يوميا ردود فعل و خطابات تشريح وتحليل للوضع في الجزائر عشية ذلك الاستحقاق الهام الذي سيرى النور بموجبه أول برلمان لجزائر ما بعد الحراك التي راجعت وعدلت دستورها و تبنت قانون انتخابات جديد ينبذ المال الفاسد ويفتح المجال للشباب للانخراط في الحياة البرلمانية ولعب دور مهم يختلف حتما عما قام به نواب هذه الهيئة المنتخبة في السابق ، و هكذا فإن الشغل الشاغل للطبقة السياسية اليوم هو الاستعداد لخوض غمار تشريعيات 2021 بتجديد ودعم صفوفها بدم جديد من الشباب لتأطير المرحلة المقبلة من نشاطها السياسي خاصة بعد الزلزال الكبير الذي أحدثه الحراك الشعبي . نتساءل هنا أين هو التجديد المطلوب في تشكيلة الأحزاب للانطلاق في مرحلة جديدة من النشاط والتمثيل السياسي بعيدة عن ممارسات سابقة وخطاب يتكرر و لا يتغير في كل حملة انتخابية و ما قبلها لتختفي رموزها مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات عن المشهد السياسي و يدخلون في سبات عميق ،مع أن المعطيات الجديدة قد طلقت بالثلاث تلك الممارسات والأحزاب التي فشلت فشلا كبيرا وتاريخيا في أدائها بعدما كشف الحراك جرائم وفضائح الفساد التي ارتكبها زعماء أحزاب و إطارات على كل المستويات من القمة إلى القاعدة و عليه فإن تشريعيات 12 جوان 2021 ستكون حدثا مفصليا وحاسما يجب ما قبله من ممارسات الأحزاب التي ابتعد منتخبوها كثيرا عن الدور المنوط بهم في حمل و تبني انشغالات من انتخبوهم ، ويفسح المجال واسعا لتدشين مرحلة مغايرة من التمثيل الحزبي تحت قبة البرلمان و على مستوى المجالس المنتخبة الولائية والبلدية .