- مستشار رئيس الجمهورية: توفير الوسائل المادية والفكرية لنعيد للذاكرة مكانتها أشرف أول أمس مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة الوطنية السيد عبد المجيد شيخي، على أشغال الندوة الجهوية حول الذاكرة الوطنية ودورها في حماية الوحدة الوطنية، التي احتضنتها قاعة الأمير عبد القادر بالمسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بوهران، بحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية وممثلي القطاعات المعنية بملف الذاكرة منها التربية، الشؤون الدينية، المجاهدين، السياحة والثقافة والشباب والرياضة لولايات الغرب الجزائري، حيث أكّد شيخي أن ملف الذاكرة سيعطي الفرصة لأبنائنا لاكتشاف ذاتهم، وأنi يكتسي أهمية قصوى لبناء جيل متشبع بالوطنية عارف لمرجعياته، مطلع على تفاصيل تاريخه وأبعاد هويته. وقد اقترح شيخي المشروع الشامل لبرنامج ملف الذاكرة وإعادة تفعيل الأبعاد التاريخية ومرجعيات الأمة كدليل عملي من أجل إثرائه، والمستهدف فيه جيل المستقبل من أطفال وشباب في مختلف القطاعات الحيوية من خلال الثورة المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة. وذكر شيخي أن هذه الندوة تهدف إلى دراسة الوسائل المادية والفكرية من أجل إعطاء الذاكرة مكانتها وحجمها الذي تستحقه، مشيرا إلى أنه يجب أن نعرّف أبناءنا بتاريخ بلدهم وذلك من أجل اكتشاف ذاتهم والاعتزاز بوطنهم، وأن ملف الذاكرة سيبرز عناصر القوة التي مكّنت هذه الأمة من مواصلة طريقها رغم كل ما تعرضت له إبان الاستعمار وبعده، مذكرا بما قام به المستعمر الفرنسي من إبادات جماعية ضد الشعب الجزائري ومسخ ومحو لعناصر شخصيته، وسلب للأملاك والأراضي، وكذا نفي وتهجير الكثير من أبناء هذه الأمة ممن كانوا حاملين لشعار المقاومة، داعيا بالمناسبة إلى إعطاء فرصة لأحفاد الجزائريين الذين تم نفيهم من قبل المستعمر إلى العديد من مناطق العالم مثل بلاد الشام وكاليدونيا الجديدة، الذين يحنّون لوطنهم الأم أن تكون هناك فرص للعودة أو زيارة الأرض التي هجّروا منها حتى يرتبطوا بوطنهم من جديد. كما دعا شيخي الشباب الجزائري إلى استخلاص العبر من الذاكرة الوطنية، وأكد ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية متماسكة وأن تكون قاعدة لأي مشروع، كما نوّه بضرورة العودة إلى قيم المبادئ الوطنية الأساسية التي مكّنت الشعب الجزائري من تجاوز كل المحن عبر تاريخه، مؤكدا على أهمية التقارب الفكري في الآراء والاتجاهات خاصة بالنسبة للمسائل الأساسية فهي ثوابت وطنية تجمع ولا تفرق وأساس متين لبناء جزائر جديدة، فلا يمكن حسبه أن نبني الحاضر ولا استشراف المستقبل دون أن نعرف ماضينا ونتشبع بقيمه. وقد تم خلال هذه الندوة تقديم محاضرتين لأستاذين جامعيين حول الذاكرة والكتابات والدراسات الوطنية والأجنبية التي تتناول موضوع الذاكرة. وفي الأخير، شدّد شيخي على دور السياحة في إبراز المعالم والمآثر التاريخية التي تبرز تاريخ هذه الأمة الذي يعود إلى فجر التاريخ، مشيرا في الأخير إلى أن هناك ندوات جهوية أخرى ستنظم بوسط وشرق وجنوب البلاد، وتختتم بندوة عامة يتم فيها مناقشة البرنامج النهائي المقترح من قبل العديد من القطاعات المعنية بالمشاركة في ملف الذاكرة الوطنية، كما أهدى الأستاذ عبد المجيد شيخي كتابا عنوانه «قانون الأهالي» إلى السيد مسعود جاري والي ولاية وهران، كما تم توزيع برنامج نشاطات تتعلق بالذاكرة للقطاعات المعنية من أجل إثرائه وتقديم مقترحات بشأنه.