يرجع غالبية الدعاة و الفقهاء في الاستدلال على صدق رسالة و نبوة الحبيب المصطفى سيد الخلق و البشر الى محتوى القرآن الكريم كمعجزة حية باقية من حيث سرده أخبار الأمم السابقة و ذكر بعضا مما سيأتي من الأحداث و أبطاله لدين النصارى، و ذكر معتقدات اليهود و ما يخفونه من دينهم و إتيانه بتشريع عظيم متكامل يربط العبد بربه و يعينه في دنياه و يجني ثماره في أخراه مع حثه الانسان على التفكير و البحث و النظر في الكون و تدبره و استنطاق أسراره و اكتشاف نظرياته. إضافة الى ذلك احتوائه على اشارات علمية و إعجازية متنوعة تحقق منها العلم الحديث بالأدلة اليقينية الكاملة كل هذا في قالب لغوي معجز و خارق للعادة مقرون بالتحدي و مبهر في ألفاظه و أسلوبه و في بيانه و نظمه ، وفي مقابل ذلك يأتي احدهم خاصة من المستشرقين و أمثالهم طالبا أدلة من خارج القرآن و لنا في هذا المقام برهانين عجيبين يدلان بما لا شك فيه على أن حبيبنا محمد ألف صلاة و سلام عليه نبي الله و رسوله ، و أن كتابه هدى من الله ممضي فيه جبريل كما قال أمير شعراء الجزائر الشيخ محمد العيد آل خليفة في قصيدة رائعة كتبها ردا على افتراءات المعمر الفرنسي « اشيل « بل المدمر اشيل. الدليل الاول يتمثل في سنه صلى الله عليه و سلم عند نزول الوحي فقد عاش في قومه اربعين سنة و ما عهد عليه إلا كلاما عاديا ليس كمثل البلغاء في عصره من امثال « قس بن ساعدة الأيادي و « اكثم بن صيفي التميمي « فلم يتحدث احد عن بلاغته وضلوعه فيها إطلاقا و هو مقبل على تحدي بلغاء زمانه و هو الذي لم يشهد له احد بعبقرية في هذا المجال و ذلك لكي يعرف الناس انه ليس من عنده . و للعلم فان العبقريات الأدائية و المواهب تتبلور عند اصحابها أواخر العقد الثاني و أوائل العقد الثالث كما اشار الى ذلك الشيخ «متولي الشعراوي « رحمه الله، و لاحظنا ذلك عندما قمنا بجرد مقتضب لحياة بعض العظماء و العلماء الذين يعتبرون من اشهر عباقرة التاريخ كالعالم « ألبرت اينشتاين « الذي نال شهادة الدكتوراة سنة 1905 و كتب خلال نفس السنة أربع مقالات علمية دون الرجوع الى المراجع العلمية أو التشاور مع زملائه الأكاديميين ، اعتبرها العلماء بمثابة اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم و كانت سنه آنذاك ستة و عشرون سنة (26 سنة ) و « توماس اديسون « رابع اكثر مخترع انتاجا في التاريخ ب 1093 براءة اختراع ، اكتشف و اخترع « الفونوغراف» و« الميكروفون الكربوني « و عمره 30 إلى 31 سنة و لنا في « الإسكندر الأكبر « المقدوني دعم اخر حيث قام هذا القائد العسكري العظيم بتأسيس اعظم إمبراطورية عرفها العالم القديم و هو في الثلاثين من عمره. أما « مايكل انجلو او ميكيلا نجيلو» الرسام و النحات و الشاعر الايطالي الشهير فقد نحت مجسم خشبي للمسيح المصلوب سنة 1493 و سمح له رجال الدين بإجراء تشريح و دراسة جثامين موجودة في مستشفى الكنيسة لنبوغ موهبته و انتشار شهرته و كان لا يزال ابن الثامنة عشرة.. «يتبع»