و كان العالم الايطالي الشهير «ليوناردو دافينشي» قد بدأت بوادر شهرته في سن الثانية و العشرين سنة الى أن حقق أعظم انجاز فني له متمثلا في لوحة «بينوس مادونا» وعمره ست و ثلاثون سنة ، أما الشاعر والكاتب المسرحي الانجليزي «ويليام شكسبير» فقد داع صيته عند اصداره رواية « روميو و جولييت « سنة 1595 و كان عمره واحدا وثلاثين سنة .أما عالم الرياضيات والفزيائي البارز «إسحاق نيوتن» فقد عرف في بداية الامر و اشتهر بأول كتاب له بعنوان « حساب التفاضل و التكامل « عام 1666 وسنه ثلاث وعشرون سنة وكل مشاهير التاريخ كانت مسيرتهم وسنهم عند انفجار مواهبهم على هذا المنوال. أما فيما يخص حبيبنا المصطفى فقد جاء بالكتاب في الأربعين فيقول أحدهم قد تأخرت موهبته، أي انها كانت موجودة من قبل و حجزها عنده إلى أن بلغ الأربعين ثم فجرها ، لكن هل كان يضمن عمره ليتركها إلى هذه السن و يخرجها للناس؟ فلما كان الأمر من الله كان ما كان و أظهر النبي ما أوحي إليه في الوقت الذي اقتضته مشيئة الله. يقول تعالى في محكم تنزيله: «وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ، قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون» (الآية 15 و 16 من سورة يونس). فالكفار يطلبون هنا من محمد (صلى الله عليه و سلم) أن يأتي بقرآن آخر أو أن يغير فيه اعتقادا منهم انه من صنيعه ، فلو كان منه حسب اعتقاد هؤلاء لفرح باعترافهم هذا وطلبهم تغييره لأنه كلام خارق البلاغة ولما كان من عند الله قال الحبيب المصطفى باستحالة تغييره لأنه ليس منه و أخبرهم بأنه عاش بينهم عمرا طويلا و لم يقل شيئا من هذا القبيل. «يتبع»