أبدى القارئ الشّيخ عبد الحكيم بلعزوق الجزائري أسفه الشّديد من مستوى القرّاء في الجزائر، مشيرًا إلى أنّ هناك مساجد معدودة يشدّ المُصلّون الرِّحال إليها ينشط بها قراء معروفون كالقارئ ياسين بالقبة والقارئ رياض ببوفاريك والقارئ الإبراهيمي ببراقي. ودعا، في حوار خصّ به “الخبر”، إلى إنشاء مراكز عالمية لتحفيظ القرآن الكريم تعتني بالنّشء الصّاعد وتهتم بتحسين أصواتهم. بداية، من هو القارئ عبد الحكيم الجزائري؟ عبد الحكيم بلعزوق الجزائري العاصمي، وُلد بالقصبة وترعرع في باب الوادي حيث حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز 15 سنة من عمره. كيف كانت بدايتك مع حفظ القرآن الكريم؟ من أهم أساتذتك؟ وتحت تأطير مَن فجّرت موهبتك؟ بدأتُ أسعى وراء المشايخ المجازين في رواية حفص وورش حتّى وصل بي الحال إلى السّفر إلى بلد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم لأغترف من العلوم الشّرعية والقرآنية، وسنّي لا يتجاوز 18 عاما، وفي نفس الوقت كنتُ إمامًا قائمًا بصلاة التّراويح والقيام وعمري 15 سنة. ما السرّ وراء هذا الجمهور الكبير من المصلّين الّذين يحرصون على الصّلاة خلفك؟ من أيّ الفئات هم؟ وهل أغلبهم من فئة الشباب؟ كانت هذه التّجربة تحت شعار أبناء الجزائر يثقون بأنفسهم، في وقت يَميل الشّباب إلى سماع قرّاء البلدان الأخرى، حتّى بدأ الاسم بفضل الله تعالى يسطع في الأفق، وبعد ذلك بدأنا نكتشف أنّ الشّباب الجزائري يُحبّ سماع القرآن بصوت شجيّ. وكانت مع القرآن قصّة إسلام رجل إيطالي كان يأتي ليقضي عطلة الصّيف في الجزائر وبالضبط في مدينة اسطاوالي، حيث كنت أصلّي بالنّاس الصّلوات الخمس، فكان يصعَد إلى سطح البيت فيَجلس يَسمع قراءتي فيتأثّر تأثّرًا عجيبًا، فجاء وقال لي باللّغة الإيطالية وزوجته تترجم، قال: إنّي عندما أسمَع قراءتك للقرآن الكريم يَقشعر بدني فماذا يعني ذلك؟ فكانت بداية إسلام “لوشيانو” الّذي غيَّر اسمه إلى “عمر” وأعلن الإسلام أمام آلاف المصلّين ببركة القرآن الكريم. بماذا تنصح الأئمة المتحمّسين الّذين يطيلون الصّلاة دون مراعاة كبار السن وغيرهم؟ أنصح القرّاء بأن يُزيِّنُوا القرآن الكريم بأصواتهم كما أوْصى بذلك المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ويقرأوا القرآن بالطّريقة الصّحيحة، ويرجع ذلك إلى توفيق الله تعالى، كما أنصح الأئمة أن يُراعوا الضّعفاء من النّاس كما وَصّى وعلّمنا الحبيب النّبيّ القائل “مَن صلّى بالنّاس فليُخفِّف فإنّ فيهم المريض والسّقيم وذا الحاجة”. هل يمكن لأيّ شخص عادي أن يصبَح قارئًا مجوِّدًا وينال الشّهرة؟ لا تنال الشّهرة إلّا بعد توفيق الله تعالى والإخلاص التّام له والجِد الاجتهاد في مجال القراءة وتحسين الصّوت، بالإضافة إلى الموهبة الربّانية. ما تقييمكم لمستوى القرّاء الحاليين في الجزائر؟ للأسف الشّديد لا يشدّ المُصلّون الرِّحال إلّا إلى مساجد معدودة ينشط فيها قرّاء معروفون كالقارئ ياسين بالقبة والقارئ رياض ببوفاريك والقارئ الإبراهيمي ببراقي. كيف ترى مستقبل القرّاء داخل الجزائر؟ لا بدّ أن يكون مَن يعتني بهذا النشر الصّاعد من كلّ الجوانب، لأن عندنا طاقات خارقة للعادة، وكما أنّ هناك مراكز للموسيقى والثقافة فلابدّ أن تنشأ مراكز لتحفيظ القرآن الكريم عالمية وتهتم بتحسين الصّوت.