أما الدليل الثاني فيتعلق بكون النبي من مكة فهو اذن نبي لأنه من غير المعقول اطلاقا ان يأتي رجلا بما جاء به الحبيب المصطفى و هو امي و ابن الحجاز في قلب الصحراء في مكة بعيدا عن حدود فلسطين و سوريا و العراق حيث كان تمركز اليهود و النصارى بكثرة زد إلى ذلك كون مكة قلعة للوثنية بامتياز. و كانت العادة عند العرب ان يذكروا المتعلم و البليغ فلا يشار اطلاقا للأمي و لا يذكر لان عامة الناس على هذا الحال و هو ما كان عليه نبينا الكريم و ما حدث في صلح الحديبية خير دليل اما في ما يخص كون مكة تقع في الحجاز فهذا لم يختلف فيه احد من المسلمين او من المستشرقين اما وثنية مكة فهي موثقة في القران « كوثيقة تاريخية « ابتداء ارخت لتلك الحقبة بان حارب الوثنية و الكلام للمشككين اساسا ، فلن يستطيع احد ان يأتي ببعض مما جاء في القرآن من حديثه عن اخبار السابقين و اهل الكتاب و طقوسهم وهو أمي ابن مكة الوثنية إلا اذا كان قد عاش في الشام او بغداد و يكون متعلما و قرأ الكتاب المقدس و الذي لم يعرب إلا بعد الخلافة الاسلامية و التلمود هذا الكتاب الضخم الذي لم يترجم كاملا إلا في سنة 2011 م. هذه التساؤلات بدأ يظهرها جماعة من المستشرقين مثل « باتريسيا كرون و ميشال كوك « في كتاب «هقاريزم» و بعضا من اتباع مدرسة «كارد ر بوين « من المانيا حيث بدأ هؤلاء بإعادة تفكيرهم في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم آخدين شوطا كبيرا في الانزلاق بأفكارهم من الشك الى اليقين المبدأ عند البعض من امثال «طوم هولاند « الكاتب و المؤرخ و المخرج البريطاني الشهير في كتابه «في ظل السيف» يقول الاديب العالمي « تولستوى « يكفي محمدا فخرا أنه خلص أمة ذليلة من مخالب الشيطان و العادات الذميمة و فتح لهم طريق الرقي و التقدم و ان شريعة محمد سوف تسود العالم لانسجامها مع العقل و الحكمة .و نختم بقول الشاعر : كل القلوب إلى الحبيب تميل و معي بهذا شاهد ودليل.