في جو مهيب ودعت الجزائر ومدينة سيق ابن الباهية وهران الممثل القدير بلاحة بن زيان وذلك بعدما ووري الثرى مساء أمس بمقبرة سيدي لخضر ببلدية سيق بولاية معسكر، بحضور حشد غير مسبوق لتشييع الفقيد المحبوب لدى الأوساط الفنية، التي كانت حاضرة وساندت عائلة الفقيد في هذا المصاب الجلل، ناهيك عن السلطات المحلية لمدينة معسكر ممثلة بوالي الولاية وكذا ممثلين عن الأسلاك الأمنية والمدنية لعاصمة الأمير عبد القادر. الجنازة انطلقت من مقر سكناه الكائن بسيق مباشرة بعد وصول إبنه الأكبر الذي يعمل بمدينة عنابة، حيث كان الجميع على الموعد بداية من الساعة الثالثة عند بيت عائلة الفقيد التي ودعت فقيدها بالزغاريد والتكبير، لينطلق الموكب الذي كان جد كبير لدرجة أن جثمان الفقيد وصل إلى المقبرة والموكب لا يزال يمشي تباعا من مقر سكناه، وهو ما وقفت عليه جريدة الجمهورية أثناء تغطيتها لجنازة الفقيد الذي كان بانتظاره بمقرة سيدي لخضر العديد من الفنانين يتقدمهم مصطفى ميمون، وزوبير بالحر، بن بلال عبد المجيد المدعو باراكودة والعيفاوي احمد وكلاهما مثلا معه في مسلسل عاشور العاشر، وحميدو لحلو بالإضافة إلى المخرج جعفر قاسم، ناهيك عن محبيه الذين ألقوا آخر نظرة على الفقيد. للإشارة فقد توفي بلاحة سهرة الأحد و الذي اشتهر في الآونة الأخيرة بإسم «النوري» عن عمر ناهز 68 سنة بعد معانته مع المرض. وكان الممثل القدير قد أجرى عملية جراحية على مستوى شرايين القلب بالمستشفى العسكري بولاية وهران، لكن الأجل أبى إلا أن يلتحق بجوار ربه. الممثل بلاحة محبوب جدا لدى الجزائريين، ولد سنة 1953 بمدينة سيق في معسكر غرب البلاد وترك سجلا حافلا بالعطاء الفني لمدة 42 سنة. وقام الممثل الكوميدي بلاحة بن زيان بعدة أدوار في الفكاهة المحلية ومن أبرزها،عايش بالهف 1992، ناس ملاح سيتي 2006، يوميات الزربوط 2008،جمعي فاميلي 2008-2009-2011، بوضو 2013-2014-2015-2016 ، دار الجيران 201، فاميليا ستار 2013 ، دار البهجة 2013 ، ليزميقري 201، السلطان عاشور العاشر 2015-2017 -2021، وسع خاطرك 2017 ، الاعتراف 2018، رمضان فالماريكان، وكان آخر أعماله الجزء الثالث لعاشور العاشر الذي يبث حاليًا على القناة الأرضية. وزيرة الثقافة مليكة بن دودة: «فقدت الجزائر قامة فنية كبيرة» صرحت وزيرة الثقافة و الفنون مليكة بن دودة أمس من ولاية الأغواط أن الجزائر فقدت بوفاة الفنان الراحل بلاحة بن زيان «قامة فنية كبيرة». وأوضحت الوزيرة على هامش زيارة العمل التي تقوم بها إلى الولاية أنها تلقت بأسى كبير نبأ وفاة الممثل و الفنان القدير بلاحة بن زيان وأنها متأكدة من أن شعورها الحزين هو نفسه شعور كافة الجزائريين الذين يقرون أن الفقيد ساهم طيلة مشواره الفني و الثقافي كمسرحي ثم كممثل سينمائي لأزيد من ثلاثين سنة من العمل والإبداع في رسم البهجة و السرور و الإبتسامة الصادقة على وجوهنا جميعا. وأضافت السيدة بن دودة أنه برحيل الفنان بلاحة بن زيان فإن الدراما الجزائرية «فقدت الكثير نظرا لما كان يمتاز به من روح طيبة و بساطة في التعامل أكسبته مكانة مميزة في نفوس كل من عرفه أو تعامل معه».