تمر اليوم الذكرى ال65 سنة على استشهاد البطل طيبي محمد، أحد القامات الجهادية التي دونت اسمها بأحرف من ذهب في سجل عظماء الجزائر. الشهيد طيبي محمد ولمن لا يعرفه، قاوم وكافح المستدمر الفرنسي، حتى سقط شهيدا في ميدان الشرف بتاريخ 31 ماي 1956 ببوزجار، بعد تبادل كثيف للنار بين المجاهدين والاستدمار الفرنسي من التاسعة صباحا إلى ساعة متأخرة من الليل. ولد سي طيبي في 6 سبتمبر 1915 بالعامرية ولاية عين تموشنت، التحق مبكرا بالحركة الوطنية في 1947، مع الرئيس الراحل محمد بوضياف، سويح الهواري (أول والي لولاية وهران)، المجاهد المرحوم الحاج بن علا، الإخوة فرطاس والأخوين حمو علي وحمو بوتليلس، العربي بن مهيدي ورابح بيطاط، بوحجر (العقيد عثمان)، حمو مختار وخلال الفترة الممتدة بين 1951 و1953، اجتمع هؤلاء القادة الثوريين الكبار سرا، بحضور بن سعيد عبدالرحمان، في مزرعة أولاد بن طيب بالعامرية، حيث يذكر الكثير من المجاهدين، أن رابح بيطاط أقام لمدة طويلة، في مزرعة الشهيد طيبي محمد، وكانت بينهما علاقة صداقة كبيرة، ولما علم الاستعمار الفرنسي، بنشاط هؤلاء القادة الكبار، شن حملة كبيرة في 1951 لتوقيفهم وتحييدهم، وكان من بين المقبوض عليهم، سويح الهواري، العقيد عثمان، بن سعيد وطيبي محمد، وبعد إطلاق سراحهم واصل هؤلاء القادة، النضال والكفاح في منطقة بوتليلس، سيدي بختي، مداغ وعين تموشنت، مع العلم أن الشهيد سي طيبي، أخفى كمية كبيرة من الأسلحة، والوثائق المهمة في مزرعة والده، تحضيرا لتفجير الثورة التحريرية المباركة، مع العلم أن الاستعمار الفرنسي في 1945، قام بسلب ونهب مساحة كبيرة، من أراضي والد الشهيد، وتم منحها جورا وظلما للكولون في عين تموشنت. الشهيد سي طيبي التحق باكرا بصفوف جيش التحرير الوطني، بعد اندلاع الثورة التحريرية، في الفاتح نوفمبر من عام 1954، وقد قاتل بشجاعة وبسالة المحتل الغاصب، حتى تاريخ استشهاده في 31 ماي 1956 بمنطقة بوزجار بعين تموشنت، وقد قام بعدها الاستعمار من باب الانتقام والحقد، بتفجير مزرعة الشهيد، ما دفع زوجته وأبناؤه لتغيير إقامة سكناهم مؤقتا في حي سيدي بلال، بالمدينة الجديدة بوهران، معقل الوطنية والكفاح والنضال، من أجل تحرر الجزائر من الاستعمار الغاصب، ليتحرش بعدها المستدمر الفرنسي مجددا لتستقر ببلدية العنصر الساحلية بوهران، مع العلم أنه تم تنظيم حفل تكريم كبير، بحق هذا الرجل الشجاع والبطل يوم 20 أوت 1997 حيث تم تسمية حي 1500 سكن بإيسطو وهران، باسم الشهيد . مع العلم أن 3 من أفراد عائلته استشهدوا في الحرب التحريرية الكبرى، التي خاضها الشعب الجزائري ضد المستدمر الفرنسي الغاشم. كما تم تسمية ثانوية بحي النجمة «شطيبو» سابقا.