تمر اليوم الذكرى الاربعون لرحيل المجاهد الكبير العقيد سي عثمان قائد الولاية الخامسة التاريخية والمنطقة الرابعة التابعة لها واسمه حدو بوحجر المولود بولاية عين تموشنت سنة 1927الذي وفته المنية في 27اوت1977وبهذه المناسبة نظم أمس نادي الذاكرة لجريدة الجمهورية بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد ندوة تناولت بعض جوانب حياة هذا البطل الذي عاش يتيما فقيرا وانظم لحزب الشعب وحركات انتصار الحريات الديمقراطية كما نشط في صفوف المنظمة السرية وشارك في الهجوم على بريد وهران سنة 1949من شراء السلاح تحضيرا للثورة وقد القي عليه القبض وحكم عليه بثلاث سنوات سجنا وبعد الافراج عنه عاد للنشاط من جديد وكان من السباقين للثورة حيث كشفت محاضر الشرطة الاستعمارية في نوفمبر 1954عن وجود شبكات للمجاهدين احداها في عين تموشنت فيها المجاهد بوشعيب وسي عثمان الذي قام سنة 1956بتنظيم عملية حرق مزارع المعمرين في عين تموشنت التي مست 76 مزرعة لضرب اقتصاد الاحتلال الفرنسي ونظرا لشجاعته وذكائه فقد رقي بسرعة ووصل الى رتبة عقيد وعين بعد مؤتمر الصومام قائدا عسكريا وسياسيا للمنطقة الرابعة للولاية الخامسة التاريخية واستقر مع قيادة المنطقة في غابة شراطة بالرمكة بالونشريس الغربي حيث كان يمركز على بعد حوالى 150من طريق الرمكة الملعب الذي كانت تمر معه القوافل العسكرية لفرنسا دون ان تتفطن له وبعد استشهاد العقيد سي لطفي سنة 1960تولى سي عثمان قيادة الولاية الخامسة التي خاض مجاهدوها معارك ضارية في بوركبة وشراطة والقواسم وباب البكوش وجبل مناور واخترقوا المركز العسكري الفرنسي في قيومي (عين طارق)بتجنيد مجاهدين في صفوف الحركى هربوا بالسلاح والذخيرة وعجزت فرنسا عن اختراق هذه الولاية فضل حنكة قادتها وفطنتهم وقد شارك سي عثمان في مؤتمر طرابلس وعين عضوا في مجلس الثورة في عهد الرئيس هواري بومدين وقد كان متواضعا نزيها محبا للمجاهدين من ذلك أنه سمى أحد أبنائه على رفيقه في الكفاح المجاهد سي عبد المومن وقد حضر عبد المومن الابن الذي اجهش بالبكاء ومما رواه عن ابيه سي عثمان انه طلب منه ذات مرة ان يحمله في سيارة الدولة الى الثانوية التي كانت بعيدة عنه فقال له ياولدي اقرأ لتعمل وتملك سيارة وذات يوم كان معه في مدينة الجزائر ووقف السيارة في منعرج لمقابلة رجل هناك فجاء الشرطي لكن سي عثمان اختفى بدل أن يعرف الشرطة بنفسه وأكد مجاهد من رفاق سي عثمان أن فرقة من المجاهدين الشباب تتكون من 25 شابا تدربت في المغرب الشقيق الذي كان قاعدة خلفية للثورة وقد أرادت القيادة ارسالهم الى الولاية السادسة التاريخية التي كان على راسها العقيد محمد شعباني لكن هؤلاء الشباب تورمت ارجلهم من المشي ولم يستطيعوا السير فتمت اعادتهم الى الحدود الغربية وحكم عليهم بالإعدام لأنهم عصوا الأوامر العسكرية وفي اللحظات الأخيرة جاء سي عثمان فأمر بإطلاق سراحهم وعدم عودتهم الى المغرب سي عثمان لم يكن وحده في كفاحه الطويل ضد الاستعمار الفرنسي فقد كانت معه زوجته المجاهدة السيدة ميمونة رحمة الله عليها التي قاسمته النضال ورافقته في الغابات والجبال وعبرت معه خط موريس المكهرب والملغم دون خوف أو تردد وقد وعد رئيس جمعية مشعل الشهيد أن يخصص لها ندوة للتعريف بنضالها وخصالها.