ما أعظمَ الأقصى الشريفَ وأعظمَكْ ! واصِلْ حياتكَ بعدنا فالله عَظَّم ساعديْكَ ومِعصَمكْ يا أيها الطفل المدجّج بالحجارةِ جلّ من أوحى إليكَ لكي تغادرَ في الدراسةِ مقعدكْ وتبدّل الأقلام بالحجر الصغيرِ لكي تخطَّ رسالةً للعالمين وللذي قاد الجيوشَ ليعدمكْ ودّعتَ أمّكَ وانْسَلَلْتَ تعانق الموتَ المحقّق،لم تخفْ فبلغتَ في فنّ الرمايةِ مقصدكْ يا أنتَ كم كنت الكبيرَ أمام فوْهات المدافع شامخا أربكتَ موتك بالحجارة فارتبكْ عجبا،فكيف شغلتَ نفسك عن مصاحبة الصغارِ، ورحتَ تدفع في المعارك مهجتكْ أعرضتَ عن لهو الملاعب فجأةً وعَرَضتَ نفسك للشهادةِ حين نادت:هيت لكْ يا أنت كم كنت الكبيرَ وأنت وحدك في الشعابِ وفي الشوارع ترتمي ونسائم البشرى تدغدغ مبسمكْ عجبا،طلعتَ من الجراحِ إلى الجراحِ لتستحم حدائقُ الزيتونِ من عطر الدماء وتنتشي يا أيها البطل المدجج بالبراءة والحجرْ عجبا وتطلع مرة أخرى من الأقصى المباركِ كالصباحات الجميلة كالقمرْ لتشق ليلا يستبيح نهارنا وتعلم الدنيا بأن الزهرة البيضاء تصبح خنجرا وتُقَطِّع الوحش المزوّد بالخطرْ يا أيها الطير ابتدأت من التّغني وانتهيت مبكرا تحت الرصاص فطبت نفسا واستطاب بك السفرْ كم كنت تصرخ،تستجيرُ، وأنت محاصَر بالنارِ، بالموت المصوّب،لم تُجَرْ مات الجميع وأنت حيٌ،لم تمتْ ولَسَوف تحبل أرض غزة من دماك لسوف تحبل بالزهور وبالشجرْ نم يا حبيبي هادئا، نم هادئا، فسيحفظ التاريخ ذكراك الجميلة للبشرْ فسيحفظ التاريخ ذكراك الجميلة للبشر