يوم حزين وسط الزملاء الاعلاميين و الصحفيين حزينة بلون السّواد .. بدت أمس جريدة "الجمهورية" لبست و لبسنا ثوب الوجع و الحداد فأنت فاجعتنا يا فتيحة اليوم و غدًا و كلّ زمان... عجزت يا فتيحة أن استجمع حروفا ترثيك .. فالضليعة في الأدب و اللغة ، و الكبيرة في الإعلام و الصحافة ، و العميقة في حسن السمت و الخلق، لا تكتبها إلاّ كلمات المنتقاة و لا تصفها إلاّ العبارات الجميلة ...فنحن يا فتيحة لم نقو إلاّ على الدموع و العبارات. يا أغلى فتيحة عرفتها في هذه الدنيا أعترف اليوم أنني كنت أحفظ مقالاتك التي كلها منافحة عن الحق و دفاعا عن الوطن ... كل غايتي ، و أنا الوافدة الجديدة في عالم الصحافة، أن أرتقي بعض درجات معاليك و مراقبك . خبر رحيلك يا فتيحة قصم الإنسان و زلزل الكيان يا من كنت لنا الدعم و السند و الأمل و المدد... كنت الزميلة و الصديقة و و الأم الحنونة . بل كنت جزءا من الوطن. حاولت يا فتيحة و حاولت ... و كانت ابتسامتك لي صبيحة يوم العيد جرعة أوكسجين أعادت لي الحياة لم احيها إلا ساعات . شاهدتك في النعش يا فتيحة و لم أصدق – و رافقتك إلى اللحد ، و أنا المرأة التي لا يجيز لها الشرع إتباع الجنازة ، و لم أصدق... رحلة الحياة ستكون شاحبة من دونك...فقد رسمنا حلمها معا .. ماذا عن مشروع تزويج ميمو و سفيان و رحيمو ... و ماذا عن رحلة العمرة الثانية التي أجلتها كورونا، و ماذا و ماذا؟ - عزائي فيك ايتها الفريدة ، أنّ سيق خرجت كلها لتوديعك بمقبرتها هذه الجمعة ، و أنك ستنامين بين أحضان الأمّ الغالية و الشقيق الحاني... - معذرة يا فتيحة إن لم يف كلماتي حقك و تبا للفيروس الذي حرمنا قربك إنّ لله و إن اليه راجعون .