مرت أيام وأشهر دون أن تتحدث إلي بكلمة واحدة، وسألت نفسي أين ذهبت كل الوعود؟، كلمات الشوق تطايرت كقصاصات ورق في الهواء، لحظات الهيام وئدت تحت ثرى حلم أعرج ، لوحة رسمتها على صفحة مياه تلاشت معالمها، كيف تحول قلبك المحب إلى جحود كاره؟ . ورحلت في صمت، وتركت روحي قتيلة، ولا أعلم بأي ذنب قتلت؟ ، لماذا استجبت لهتاف قلبي وأيقظته من سباته العميق؟ لماذا ناغيتني بالأغنيات ثم أشبعتني وجعا؟، أتذكر لقاءنا الأول؟ ، وقتذاك تقبض فؤادي خوفًا، لكنني استأنست إليك واستبشرت بك خيرًا، حين مسست يدي وقبلتها، انبعث الحبور بداخلي، ونثرت بذور الأمل ليدب الربيع في قلبي من جديد.، شعرت كأن العمر عاد بي لسنوات عديدة، عدت كفتاة في السادسة عشر من عمري ، ولو واتتني الشجاعة حينذاك لعانقتك بقوة؛ كي تشعر بالحب الذي اختلج صدري، ونظرت لعينيك التي لاح فيها الحنان فياضًا، حينما لاطفتني بكلماتك الرقيقة... أمسكت يدي وغادرنا المكان، جُبنا شوارع المدينة ، وعبرنا الطريق فاجأتني : أبغى الزواج منكِ؛ فهل توافقين؟ لاح في وجهي إشراقة لم تُخطئها وتنفست الصعداء وأجبت: نعم، أوافق وكررتها مرارًا، أوافق، أوافق رمقتني بشغف المحب، وارتقينا الريح وثبًا، رافقتني حتى دقت ساعة الرحيل، ودعتني وتواعدنا باللقاء في الغد. وأتيت إلى ذاك المكان الذي التقينا فيه من قبل، وانتظرت كثيرًا والوقت يمضي في ثقلٍ وضيق، دسستْ يدي داخل حقيبتي والتقطت هاتفي للاتصال بك لكنك لم تجب، ألقيت بهاتفي في قاع حقيبتي ونار الغضب ترعى صدري، هممت بالرحيل وأنا أغضض بصري و أتحامى عين المارة، ومع كل هذا فقد غفرت لك...