تبدو وتيرة انتشار سلالة دلتا الهندية من فيروس كورونا كالنار في الهشيم وباتت تكتسح العالم بتسجيل أرقام مفزعة مع تأكيد طبي أنها أكثر فتكا وشراسة من سلفها الفيروس القادم من مدينة ووهان الصينية،هكذا ردّ علينا الدكتور حسين بلغالي مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي عندما بادرنا معه الحديث عن الوضع الصحي وهو يشرف على عملية التلقيح بمسجد حي السلام لليوم الثامن على التواليمضيفا أن منظمة الصحة العالمية صنّفتها سلالة مثيرة للقلق وحذرت أنها في طريقها لأن تصبح مهيمنة على المعمورة.وقال محدثنا أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد،ظهرت في الهند أول مرة ونسبة العدوى بها كبيرة جدا،ما يتسبب في عدد كبير من الإصابات في وقت قصير جدا،ما أدى إلى تشبُّع المستشفيات باستقبالها العدد الهائل من المصابين وهو ما يُثير قلق ومخاوف مسؤولي القطاع الصحي. إن الطفرات المثيرة للقلق تُظهر زيادة في قابلية انتقال العدوى ما يعني وجود طفرات تسمح للفيروس بالالتصاق بالخلية وإصابتها بسهولة أكبر،وبالتالي إصابة عدد أكبر من الأشخاص بسرعة،حسب ما أكده الباحثون.كما يقوم "دلتا"(هكذا سماه المختصون)،بتقصير الوقت اللازم للانتقال من الأعراض الخفيفة إلى الأشكال الشديدة للمرض وهو ما يقلل الظهور المحتمل للأجسام المضادة الخاصة بجسم الشخص المصاب.وقال الحكيم حسين بلغالي أن سرعة انتقال هذا الفيروس و في وقت قصير عجّل بامتلاء المؤسسات الصحية ما أغرقها في مشكل نقص مادة الأوكسجين التي أصبح الطلب عليها كبيرا و ملحا. و يضيف الطبيب أن للسلالة الهندية خاصية وهي أنها تصيب حتى الأشخاص البالغين أقل من 40 سنة بأعداد كبيرة عكس الفيروس الأصلي في الأعداد وفي السرعة،مؤديا إلى مضاعفات لديهم أو يؤدي إلى الوفاة. بغض النظر إن كانت الإصابة بكورونا أو بالمتحور الهندي،لأنه لحد الآن لا يتم تحديد التسلسل يضيف الدكتور بلغالي. المصاب يخضع لنفس البروتوكول في العلاج ويتم اللجوء الى الأكسيجين حسب الحالة الصحية للمصاب وبعد التحاليل التي تعطينا نسبة الاوكسيجين في الدم والتي قد تصل إلى نقص بنسبة 95 بالمائة هنا يصبح الاوكسيجين ضروريا لهذا المريض ما أدى إلى استهلاك كبير ونقص في مادة الاوكسيجين أمام كثرة العدوى يقول الطبيب بلغالي حسين بأعداد كبيرة وفي وقت قصير مضيفا أن سرعة عدوى المتحور الهندي هي أربعة أو خمسة أضعاف عدوى كورونا بإصابة ثمانية أشخاص أو أكثر من شخص مريض واحد، في حين لا يتجاوز عدوى المصاب بكورونا شخصين أو ثلاثة على الأكثر. و تبقى النصيحة في كل الحالات ينهي الطبيب بلغالي لقاءه معنا،هي الالتزام بالإجراءات الوقائية،ارتداء الكمامة،التباعد الاجتماعي،تفادي التجمعات دون نسيان التلقيح الذي ركز عليه كثيرا وأبدى تفاؤلا كبيرا بالتعبير عن الإقبال الكبير للمواطنين والذي يتضاعف من يوم لآخر من أجل أخذ الجرعة الأولى من اللقاح وآخرين من أجل الجرعة الثانية،مع العلم ان عملية التلقيح بدأت منذ شهر فبراير الماضي.