انتقل أول أمس أحد أعمدة الفن الأندلسي بولاية تلمسان الشيخ أحمد بغدادلي عن عمر ناهز 87 سنة ، تاركا وراءه إرثا موسيقيا كبيرا في الفن الأندلسي . الحاج أحمد بغدادلي من مواليد سنة 1934 بتلمسان، عاصر جيلا ذهبيا من الأسماء الكبيرة التي ساهمت في التأسيس للحركة الثقافية والفنية الجزائرية، من أمثال الشيخ رضوان بن صاري، الشيخ عبد الكريم دالي، سيد أحمد سري، الحاج محمد الغافور، وغيرهم كثير، إذ يعتبر مرجعا في الثقافة والموسيقى الأندلسية. لقد ترعرع الشيخ أحمد بغدادلي مع الفن الأصيل في عاصمة الزيانيين مدينة تلمسان، فعشق هذا الفن الأصيل بنغماته وقصائده وتبناه حتى صار جزءًا من هويته الثقافية، لتجمع نغمات صوته بسحر أصالة هذه المدينة و سحر طبيعتها ورقة فنها ، فإعتمد على الفن الغرناطي الذي يعتمد على مفهوم النوبة وعلى مجموعة مصطلحات تشترك فيها أنماط الموسيقى الأندلسية المغاربية، فعشق الآلات الموسيقية ، وساهم في الحركة الأدبية والفنية والثقافية حتى آخر رمق من حياته الحافلة بالإنجازات، لاسيما من خلال إدارته لجمعية "الاسلام" (الفرع الأدبي والفني والموسيقي بمدينة تلمسان). و شارك المرحوم في العديد من المهرجانات الثقافية لموسيقى الحوزي بقصر الثقافة عبد الكريم دالي في تلمسان و حظي بعدة تكريمات منها تكريمه في سنة 2013 رفقة ثلاثة من عمداء الموسيقى الأندلسية، ويتعلق الأمر بكل من الشيخ ديب العياشي من عنابة عن ناحية الشرق وهنيني إسماعيل عن ناحية الوسط وبغدادلي أحمد التلمساني عن جهة الغرب.