* تأسيس جمعية الهاشمي ڤروابي الثقافية. أحيت أول أمس كوكبة من نجوم الأغنية الجزائرية والمغاربية حفلا فنيا بفندق »هيلتون« بالعاصمة، تكريما لأحد أعمدة أغنية الشعبي المرحوم الحاج الهاشمي ڤروابي. من بينهم الفنانة نسيمة شعبان والحاج الطاهر الفرڤاني وابنه سليم وحمدي بناني ولونيس آيت منڤلات، وديب العياشي، كما شارك في هذا الحفل التكريمي أيضا الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي، والفنانة التونسية لطيفة العرفاوي، الذين أطربوا الجمهور بأجمل الوصلات الغنائية، في جو إحتفالي كبير، يليق بهذا الفنان الذي أعطى الكثير للأغنية الجزائرية على امتداد عقود من الزمن. وفي سياق آخر، وعشية تنظيم هذا الحفل التكريمي أكدت رئيسة الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي السيدة شهيرة قروابي في ندوة صحفية بالجزائر ان تاسيس هذه الجمعية كانت امنية المرحوم وهو على فراش الموت. واضافت ارملة الفقيد انها تعتبر تحقيق هذه الامنية ضمن الارث الفني الذي تركه المرحوم الى جانب ديوانه وقيتارته المندول. واكدت السيدة قروابي امام جمع كبير من الصحافين والفنانين وعشاق هذا المطرب الذي يعد من اعمدة الفن الشعبي ان الجمعية الثقافية التي اعلن رسميا عن ميلادها اليوم هي تخليد لروح ودعم للفن الشعبي الاصيل. واضافت ان الجمعية ستكون فضاء لنشر الرصيد الفني المتالق لقروابي والتعريف به والحفاظ عليه كما سيعمل مؤسسوها على الحفاظ على التراث الموسيقي و الاغنية الشعبية بوجه اوسع. وستسعى ايضا الى جمع و حفظ قصائد و اغاني الحاج الهاشمي قروابي وتنظيم مسابقات حول موضوع الموسيقى وأغنية الشعبي. ومن اهداف الجمعية كما اكده أعضاءها المساهمة في احياء الاعياد الوطنية والدينية و تنظيم مسابقات حول مواضيع تتعلق بالموسيقى والاغنية الشعبية لتكريس هذا الطبع الغنائي في قلوب الشباب وكذا توسيع رقعة محيبيه. ولا يتوقف نشاطها على الداخل كما اقالت رئيسة الجمعية وانما ستسعى الى ايصال الديوان الغنائي للمرحوم الى ابناء الجزائر بمهجر من خلال تنظيم جولات في الخارج. وعلى صعيد التكوين ستعمل الجمعية على تاسيس مدرسة لتلقين النوع الشعبي خاصة اسلوب قروابي الذي كانت له طريقته الخاصة في اداء بعض القصائد المشهورة مثل "الحراز". وتضم الجمعية 67 عضوا من بينهم عدد كبير من الفنانين من بينهم مطربة الاندلسي نسيمة شعبان والمطربين شاعو عبد القادر و العياشي الديب ومهدي طماش وحسين لصنامي والممثلات شافية بودراع ونورية وكذا الموسيقين الذين عمل معهم قروابي من بينهم لكحل بلحداد و نوار عيسى وسيد علي حموش . وقد تميز المشوار الفني الطويل للمرحوم الذي ولد بحي المرادية في جانفي 1938 برصيد كبير من الاغاني جمعت بين القصيد و الاغاني الخفيفة. وكان الراحل ايضا ملحنا وكاتبا كلمات وممثلا حيث بدا حياته الفنية في المسرح وتألق في اعمال مميزة مثل " هارون الرشيد " و عثمان في الصين". ويذكر ان قروابي كان في بداية مسيرته مع الغناء من المعجبين بصوت الحاج مرزيق كما ابدى تاثرا بعميد الشعبي الحاج امحمد العنقا و بعد الاستقلال التقى بالفنان محبوب باتي وكانت له معه رحلة جميلة كللت بالشهرة والنجاح. واستطاع الثنائي الموهوب من ابداع اغاني عصرية خفيفة ساهمت في جلب الشباب الى الطبع الشعبي مثل اغنتي "البارح" و"وحداني غريب" . ولكن رغم الرواج الذي لقيته هذه الاغاني رواده الحنين للفن الاصيل وبدأ البحث في التراث وتمكن بفضل موهبته و عشقه للجمال و ولعه بالجديد من احياء النصوص القديمة للادب المغاربي في ثوب جديد مثل " الحراز " ويوم الجمعة خرجوا لريام " كما تالق في الثمانيات في غناء المديح الديني. وفي 1995 غادر قروابي الجزائر لظروف قاهرة و عاش عذاب الغربة بعيدا عن بهجته الجميلة و اثمرت هذه الفترة رغم احزان الفنان عن عدة جولات فنية عبر العالم للتعريف بالطابع الشعبي. وبعد عودته للجزائر في 2002 غنى في حفل فريد جمعه بعشاقه بعد فراق طويل وبدت عليه علامات التعب لينتقل الى جوار ربه في ال 17 جويلية 2006.