بعد أن دخلت جميع البيوت استطاعت الشبكة العنكبوتية أن تتسلل إلى مختلف الميادين التي تهم المواطن لتفرض بذلك عددا من الخدمات الجديدة وتخلق بذلك واقعا عصريا مرتبطا بها. فلم يعد يقتصر دور شبكة الأنترنيت على الإتصال أو التواصل العادي ولا حتى اجراء البحوث بل تطور ليشمل ميادين أخرى في الحياة لتصبح هذه الشبكة أحسن وسيلة تسهل مهام المواطنين ولعل المجال التجاري هو أحد أهم الميادين التي استطاعت أن تكسب أو تستقطب نسبة كبيرة جدا من المرتدين على صفحات الويب أو الأنترنيت. حيث شهدت هذه الأخيرة انتعاشا واضحا في النشاطات التجارية من خلال ما تسجله الأرقام من عدد المواقع والصفحات الخاصة بتقديم الخدمات التجارية أي كل ما يخص البيع والشراء وما يتعلق بذلك، كذلك من خلال عدد زائري هذه المواقع الذين يتفاعلون بشكل مباشر وكبير مع هذه الخدمات نظرا للإيجابيات التي يجدونها في هذه الخدمة من سرعة وإختصر المسافات إضافة إلى الإتصال المباشر بين الطرفين أي بين البائع والمشتري دون أن يكلف نفسه الشخص ويتنقل إلى السوق ليصول ويجول حتى يجد ما يبحث عنه يستطيع بفضل هذه المواقع أن يختصر على نفسه كل ذلك التعجب نفس الشيء بالنسبة للتجار حيث استطاع العديد منهم أن يستفيد من مزايا هذه الخدمة وبالتالي التسويق لبضائعه مع إمكانية الوصول إلى كم أكبر من الزبائن في شتى الأماكن إلى جانب ذلك تسكنه هذه المواقع من القيام بدعايات وعروض مجانية دون أدنى تكاليف وبالتالي يتمكن التاجر من الهروب من شبح الكساد . هذا وخلال بحثنا عبر هذه الصفحات والتقرب أكثر والتعرف على هذه الفضاءات وجدنا عددا كبيرا من المواقع والصفحات الخاصة بتقديم خدمات البيع والشراء والتي استطاعت أن تتحول إلى أسواق افتراضية نشطة للغاية لما تحتويه من متعاملين تجاريين في جميع الميادين التجارية حيث تخصص هذه المواقع أبوابا مختلفة أو فروع فنجد في الموقع الواحد فرع خاص بالسيارات وفرع خاص بالملابس والأحذية وآخر بالهواتف والملتيميديا إضافة إلى أشياء أخرى كالمباني والعقارات وغيرها، فما على الزبون سوى أن يختار ماذا يريد ثم يحدد المنطقة التي يتواجد بها أو التي يريد الشراء منها ثم يكبس الزر لتظهر له مختلف العروض المتواجدة مع شروحات وافية وإمكانية الإطلاع على المنتج أو البضاعة من خلال الصور كما تحدد الأثمان والمصدر فما عليه بعد ذلك سوى الإتصال بصاحب هذه السلعة لتتم عملية البيع والشراء حيث تمكن هذه الخدمة من التخلص من المواد والأشياء القديمة عند أصحابها الأمر لا ينطبق على التجار الذين يحترفون هذه المهنة فقط فحتى الأشخاص العاديين بإمكانهم عرض أي شيء يريدونه للبيع في هذه الصفحات لاسيما فيما يخص السيارات التي تعرف رواجا كبير في هذا الفضاء، رغم ذلك تبقى الجزائر السلعة متأخرة في مجال التجارة الإلكترونية مقارنة بباقي دول العالم التي قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال من خلال الخدمات الجد متطورة في البيع والشراء وخدمة التوصيل وما بعد البيع وخدمة الدفع، إلى غير ذلك والتي مازالت شبه غائبة في مجتمعنا مما يؤخر في زرع ثقافة التجارة الإلكترونية لدى عامة المجتمع عدا شريحة الشباب الذين يتفاعلون معها كما يتفاعلون مع كلما هو حديث .