الإهداء: إلى الجنود الأبطال الذين ماتوا شهداء لتحيا الأشجار. ماتوا بالجملة احرقوا قلبي بالجملة أيقظوا الوجع في أرجاء الروح الثكلى بالجملة وكنت أغالط نفسي وأنا أقرأ شعارهم: أيها الوطن العزيز لا تعشقنا كثيرا نحن لا نعيش طويلا دعنا نحن من نعشقك حد الموت لتكون نار رحيلنا بردا وسلاما عليك في الهزيع الأخير من الشهقة الأخيرة كانوا يحتضنون أغصان الزيتون وينشدون: قسما بالنازلات الماحقات في الخفق المتسارع من أيسرهم المتوحد فيهم كانوا ينشدون: الطيارة الصفراء حبسي ما تضربيش كانوا الدرع الواقي كلما وقف الوطن في مهب رياح الجهات كانوا حمام السلام الذي يحط على حبل غسيلنا كل صباح ينشدون على منابر التراب:وطني وطني فيه سكني ها...يا أحبابي في الوجع العصي ها. احترقوا لتعيش الأشجار احترقوا وهم ينشدون : من أجلك متنا يا وطني. بعد أن كتبوا رسائل ال sms للأصدقاء والحبيبات مضمونها: ماذا لومتنا من أجل الوطن المخبوء في الأرواح؟! جئنا لنسقي الغابة العطشى بدمائنا الممزوجة بالثورة ونرحل هناك في علين لنا موعد مع النبوءة والأبدية رحلوا بعد أن كتبوا رسائل ال sms إلى حبيباتهم: سأعود يا حبيبتي في كفي خيوط الصندل شرائطا تربطين لها جدائل شعرك عند ليلة زفافنا وستكون مائدة عرسنا بسيطة كفقرنا: مرصعة بالخبز والزعتر والزيتون.. وسيكون عرسنا برغم اليتم جميلا وبسيطا ومزهوا بنا نحن الفقراء والأغنياء بروح الوطن سيمتد عناقنا يا حبيبتي إلى آخر شهقة للشهيد وسننجب كثيرا من الشرفاء والوطنيين مثلنا كثيرا كثيرا من الأطفال يا حبيبتي وسيركضون في شوارع الوطن الحر يحملون صور العربي بن مهيدي وشعار والدهم الجندي وسيكون همهم أن يرسموا على مقاعد الدراسة هلالا ونجمة وسيرتدون في الأعياد الأبيض والأخضر والأحمر وحتى الحلوى ستكون بين أصابعهم بهذا اللون رحلوا وما اكتمل الحلم رحلوا عند السطر ما قبل الأخير لملحمة الوطن المكسور ماذا لو أمهلتهم النار لحظة وما احترقوا كما احترق ريش العصفور؟! ماذا لو أمهلهم الموت لحظة كي نحتفل بالوطن سويا ونعجن الحناء ونشعل أفراح البخور؟! ماذا ، لو، ماذا، لو. يأخذني الوجع من نومي ومن أنين الروح وأبقى على ساق جراحي وحدي في مأساة الأرض أدور