قامت مؤسسة سوق الخضر والفواكه للجملة بالكرمة بتهيئة فضاء يتربع على مساحة تقارب 2 هكتار للفلاحين تمكنهم من بيع منتوجاتهم مباشرة للمستهلكين، تطبيقا لقرار وزاري يدعو الفلاحين إلى بيع منتوجاتهم بأسواق الجملة والتجزئة مباشرة للمستهلك، حسبما ذكره مدير سوق الجملة بالكرمة بوسعادة قدور عبد الحق، فلتسهيل عملية تسويق منتوجات الفلاحين، خصصت مؤسسة سوق الخضر والفواكه للجملة بالكرمة مساحة تقدر بحوالي 200 متر مربع لكل فلاح ووفرت فيها الماء والكهرباء، وقد دعت وزارة التجارة وترقية الصادرات في بيان لها بداية هذا الأسبوع، جميع الفلاحين لبيع مختلف منتوجاتهم بأسواق الجملة والتجزئة مباشرة للمستهلك عبر كامل التراب الوطني ابتداء من يوم الاحد 5 سبتمبر الماضي، وذلك في إطار مكافحة كل أشكال المضاربة. وأشار مسؤول سوق الفواكه والخضر للكرمة أن السوق لم تستقبل إلى غاية أول أمس أي فلاح لمباشرة عملية البيع رغم إبلاغ الفلاحين بالقرار عن طريق الغرفة الولائية للفلاحة. وبخصوص القرار الوزاري، أكد مهنيون في قطاع الفلاحة بوهران أن السماح للفلاحين ببيع مختلف منتجاتهم مباشرة للمستهلك بسوقي الجملة والتجزئة دون ترخيص أو تصريح أو وسيط سيجعل الفلاح الذي يبذل جهدا كبيرا في توفير المنتوج، في أريحية تامة في السوق ويضع حدا للاحتكار والمضاربة. ويرى فلاحون أن تطبيق القرار سيساعدهم على تسويق منتجاتهم في الأسواق الجوارية واليومية والأسبوعية، لا سيما أن أغلب المزارع تقع في القرى والمناطق البعيدة عن المدن. من جهته، قال الخبير في الاقتصاد الريفي وعضو في مجلس إدارة الغرفة الفلاحية لوهران الدكتور عابد فاتح أن هذه التعليمة ستحمي الفلاح في السوق وتحرره من علاقة غير مضبوطة في السوق مع الوسيط الذي يأخذ قسطا من الارباح على حساب المستهلك. ويعتقد أيضا أن هذا الإجراء سيشجع على التفكير في تطوير لوجستيك ما بعد الإنتاج (التخزين والتبريد والنقل). وبدوره، أبرز مدير المصالح الفلاحية رحامنية رشيد، أن السماح للفلاح ببيع مختلف منتوجاته بأسواق الجملة والتجزئة مباشرة للمستهلك تمنع الاحتكار وتساهم في تخفيض الأسعار من جهة وتشجيع الفلاح على الإنتاج أكثر من جهة أخرى. ويعتبر رئيس الغرفة الولائية للفلاحة براشمي حاج مفتاح، أن القرار ستكون له نتائج إيجابية سواء على الفلاح أو المستهلك شرط فرض تقديم بطاقة الفلاح حتى لا يتسلل الغرباء في هذه العملية وتحدث الفوضى في السوق. ودعا إلى تكثيف نقاط البيع حتى يكون العرض أكثر من الطلب وتخلق المنافسة بين الفلاحين، ويتوفر المنتوج في السوق بصفة منتظمة لتلبية احتياجات المواطن بأسعار في متناوله. للإشارة، فإن عدد كبير من الفلاحين بوهران الذين تقع مزارعهم بمحاذاة الطرقات الكبرى, يبيعون منتجاتهم الفلاحية وبأسعار تنافسية على قارعة الطريق وتلقى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين.