مرهف هذا الطواف المتورم في سجن المكان، والوقت حائر هذا الانتظار ، وبكماء كل الحروف أمامه ، أحيانا أريد أن أسكن خصلة الضوء، أن أبدو عاريا من طقوس الكتابة الصامتة التي ما عادت تقولني.. أتمنى لحظتها لو كنت مثل (سيزيف) الأسطورة الذي لم يكن يحمل سوى لذة التعب وبهاء المحاولة.. لو كنت مثل (دانكو) الذي انتشل قلبه من صدره وحمله هكذا دون إضافات كمشعل إلى شعبه... لو فهمت (جيكور) في لحظات الشبق العائم دون التلصص لدانية الغياب.. فقط أنا شهريار الجرح الأسمر، أبعد ما أكون عن جمرة تلوح في غيم الرؤيا في أعماقي هدهد يغري الطيور بالذهاب إليه معه، يدّعي نبوءة مشوهة وبأنه يرى ما لا يرون وأن لبلقيس عرش النهار أمامها ولسليمان دهشته أمامها. ربما لأني مسكون بماء الصباحات وبفرحة العصافير لملتقى البحيرات.. ولأنني لا أشبه أحدا أو صرت مرآة للمحو.. أنا قادم من عمق الاعتراف الذي دعاني لحضرته، وخطا المسافة أنها تُصرّ على امتداداتها، وفي وهج الحنين تزداد تمططا.. خطاي لن تتقلص والعمل الصحفي أقرفني بالروتين والرداءة والوجوه التي لا تمت أي صلة بالإعلام.. قدري أني كنت بينها، تقبلتها وأعدت نسخ فضاعة كتاباتها..، المطلوب الترحال والتجوال ودائما اتساع الحدقات.. هم لا يعرفون جوهر المسألة « الكتابة دهشة الغضب والسر امرأة من وجع لولا الكتابة... «. ما صرت شاعرا جنونه قطعة من الكلام ، هي الذكرى وحدها تمنحني عمرا جديدا للوفاء لها ، ها أنا ذا أجيء مدججا بخرسانات الشوق ، ها أنا ذا آتي من بهاء الباهية نفحة للفتوح، لن أضحك حين أمسك بالسراب الجميل.. لن أرشح نفسي لمزيد من الاحتراق، لن أسقط قبعة السلالات أو أتأسطر مع الذات لن أتلاشى في اللامرئي والهلاك الغجري، ما عُدت أُشبهني وحضوري الخفي .. نصا للرؤيا تسكنني ، عدت كتابة صامتة.. فما عادت تقولني عدت صورة أرشيفية .. فما عادت تذكرتي صعب أن أعيد الرحلة من حالات فارغة أم تراني أبالغ؟؟........ )