عنكبوت هرم، اعتزل الصيد و اعتكف مع الصيام يجتر أمجاده الماضية...و أنا، وسط الزحام أنشد دعاء الاستجداء،لعل سحائب الكلم تمطرني قبل الوداع. و الوداع هناك عند رصيف الخطو الأخير يمضغ الساعات،يلوكها كجراد مضطرب. اللغة المتوحشة أراها في الأفق تركض مع الغياب بعيدا بعيدا، حيث لا يصلها صوتي و لا ظلي. حتى اليراع خلع عباءته و تشرنق،الوعكة الأولى كانت رهيبة.لم يعد يتمطط في خيلاء كما عرفته ، لم يعد يعترف بالمداد ولا بالتمدد. الشرنقة،يقال أنها ملعونة ،مختومة بتعويذة الصمت الأبدي. و أنا ههنا، أمد كأسي للوحشة تسقيني من قهوتها المرة، و هي تتعرى بلا حياء حولي ، ناشرة شعرها القاتم فيواري ما بقي من بصيص الرؤى.تنبطح في بصري و تلقي عباءتها الغجرية على بصيرتي.تطبع قبلتها الموبوءة بالنسيان على جبهتي.تمرر مخالبها المسمومة على شفتي.تغرز عطرها النتئ في خياشيمي ،أحسه مثلجا كما الموت.رعشة الانكماش تكهربني.تغرسني في وحلها. ها أنا أتبدد..أتلاشى في الصمت.