احتفت سهرة أول أمس المنظمة الوطنية للمجاهدين بولاية وهران بمقرها الرئيسي بالذكرى ال67 لعيد الثورة التحريرية المجيدة من خلال عرض فيلمين وثائقيين وهما فيلم «زبانة» و«نساء المالڤ»، بحضور الأسرة الثورية لولاية وهران. حيث أكّد الدكتور جيلالي عبد القادر عضو المنظمة الوطنية للمجاهدين أن فيلم «زبانة» شدّ الأسرة الثورية من مجاهدين وأبنائهم ومن أساتذة وحضور، وفُتح نقاش حول شهداء الثورة حيث عرض الفيلم قضية تعتبر واحدة من جرائم الكثيرة للاحتلال الفرنسي، ويتعلق الأمر بإعدام الوطنيين والسياسيين الجزائريين لكونه يُعد خرقا للقوانين، ويكشف في سرد تاريخي واقعي كيف صادق مجلس الوزراء الفرنسي على قرار استعمال المقصلة بإيعاز من فرانسوا ميتيران الذي كان وزيرا للعدل بإعدام هؤلاء المناضلين في سبيل الحرية. وأنار الفيلم جوانب خفية من شخصية أحمد زهانة المعروف باسم «أحميدة زبانة»، إذ يروي آخر لحظات أول مناضل جزائري أُعدم بالمقصلة، وكان في ال30 ربيعا، بعد محاكمة دامت سنتين، وهو لم يشارك في الثورة سوى 8 أيام، إذ أُلقي عليه القبض بغار بوجليدة، الأمر الذي استدعى تركيز أطوار الفيلم على يومياته في سجن «بربروس» المعروف سابقا بسجن سركاجي مع مناضلين وسياسيين من جبهة التحرير الوطني، وحتى من أتباع مصالي الحاج المشككين في تلك الفترة بنجاح الجبهة في قيادة الثورة نحو النصر. ويرصد الفيلم حسب المتحدث خوف السلطات الفرنسية بسجن «بربروس» من تورطهم في حالة إعدام زبانة وفراج على اعتبارهما مقاومين، لكن القيادة العليا طمأنتهم، بل الأكثر من ذلك دفعت لهم منحا وعلاوات على قطع الرؤوس بكل برودة أعصاب. وهناك مشهد آخر يسلط الضوء على شرعية ما قام به زبانة عند محاكمته، حيث دافع عنه محاموه بأسلوب منطقي نابع عن القوانين الفرنسية، إذ خلق حالة من القلق في المحكمة، واعتبره محاموه مقاوما وليس إرهابيا، الأمر الذي رفضه القضاة جملة وتفصيلا، وقد استند المحامون إلى أن ما حصل مع زبانة وغيره من المناضلين ناتج عن عدم وفاء الحكومة الفرنسية بوعدها بمنح الحرية للجزائريين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بل قوبلوا بالقتل والقمع، والأكثر من ذلك فقد حرمهم مرسوم «كريميو» من الحق في المواطنة، لكن القاضي تملص من كل هذا وحكم على زبانة بالإعدام. بالمقابل، برزت شخصيات أخرى مهمة على غرار الشهيد علي زعموم، الذي جسد دوره الممثل خالد بن عيسى. أما الشريط الوثائقي «نساء «المالڤ»» فيرصد الخلية الأولى التي تأسّست أثناء الثورة المجيدة ومن بينهم المجاهدة خديجة بريكسي، وهي وزارة استحدثت سنة 1958 في الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية كان على رأسها عبد الحفيظ بوصوف وكان دورها تسليح الثوار الجزائريين لمحاربة الاستعمار الفرنسي. من جهة أخرى، نظّمت عشية أمس المنظمة الوطنية للمجاهدين أيضا دار بالشباب «الصغير بن علي» محاضرة قدمت فيها شهادات حية عن الثورة المجيدة شارك في تنشيطها المجاهدان زفشي علال ومعطي محمد.