كلمة رئيس «الجمهورية» السيد عبد المجيد تبون في مؤتمر البعثات الدبلوماسية والقنصلية المنعقد بالجزائر العاصمة الاثنين الماضي تميزت بالدقة والوضوح والصراحة والإحاطة بمختلف القضايا الداخلية والخارجية التي تهم بلادنا لجعل ممثلينا في الخارج على دراية كاملة بالواجبات المنوطة بهم ولتأدية مهامهم على أحسن وجه فقد ذكرهم بثورة أول نوفمبر الخالدة ودور الدبلوماسية فيها وترسيخها لثواب سياستنا الخارجية القائمة على نصرة حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتسوية النزاعات بالطرق السلمية وترقية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وإقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة فلابد من إحياء هذا الإرث النفيس وتعزيز دور الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن المصالح العليا للأمة والحفاظ على أمنها وسيادتها وبناء الجزائر الجديدة وتحقيق الطموح الحضاري للشعب الجزائري وأشار رئيس «الجمهورية» وجود اضطرابات في العلاقات الدولية وضعف العمل الجماعي الذي ظهر في التصدي المنفرد لجائحة كورونا كوفيد19والتوترات التي تعرفها منطقتنا باستئناف جبهة البوليساريو للحرب في الصحراء الغربية ضد قوات الاحتلال المغربي والتجاذبات حول الوضع في ليبيا وكذلك الوضع في دول الساحل الأفريقي والتهديدات التي تتعرض لنا بلادنا ومحاولة إضعافها عبر حروب الجيل الرابع في إطار مخطط واسع يشمل أفريقيا والشرق الأوسط لهذا لابد من عمل دبلوماسي قوي وجدي للرد على المناورات العدائية التي تستهدف بلادنا وأمننا فعليهم العمل لدعم دور الجزائر في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين وبالتعاون مع الدول التي تشاركنا وجهات النظر وتعزيز دور الأممالمتحدة لتضطلع بمسؤوليتها لحل القضية الفلسطينية والصحراوية وكذلك التعاون مع الدول الأفريقية التي تمثل العمق الاستراتيجي والجغرافي لبلادنا وهذه نقطة أساسية في السياسة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية الذي دعا إلى تقوية الاتحاد الأفريقي وحمايته من المحاولات الخبيثة المستهدفة له لضرب وحدته في أشارة إلى محاولة إسرائيل الفاشلة الانضمام للاتحاد الأفريقي كمراقب التي عارضتها الجزائر ودول افريقية أخرى ومن أولويات الجزائر جعل الاتحاد يقوم بدور مركزي في قضايا القارة السمراء كما أنها ستعمل على تعزيز العمل العربي المشترك وعلى نجاح القمة العربية التي ستحتضنها في مارس المقبل لتجديد الالتزام العربي بدعم القضية الفلسطينية وتقيد جميع الدول العربية بمبادرة السلام العربية وإصلاح الجامعة العربية لتحسين أدائها وأكد رئيس الجمهورية في كلمته على تطوير الشراكة مع الخارج وإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وعدم السماح بالتدخل في شؤونها الداخلية وحث الحاضرين على الاهتمام بالجالية الوطنية في الخارج وتعزيز الروابط مع أفرادها والدفاع عن حقوقها ومصالحها وكذلك الاهتمام بالسياسة الاقتصادية في إطار الشراكة والتبادل الاقتصادي وجلب الاستثمار الخارجي فالعلاقات الدولية مبنية على المصالح والدبلوماسية النشطة والفعالة بإمكانها تذليل الصعوبات والدفاع عن مصالح الوطن وهذا ما حاول رئيس الجمهورية توضيحه للسفراء والقناصل فكلمته ترسم مختلف التوجهات وتعتبر خطة ناجعة للعمل الدبلوماسي من خلال هذه التوجيهات وما عليهم إلا العمل الجدي والنشاط والبرهنة على قدراتهم وكفاءاتهم ليكونوا خير خلف لخير سلف .